يبدو أن العنف في الملاعب لم يعد آيلا إلى الزوال بقدر ما هو متواصل رغم كل ما بذل قصد القضاء على الظاهرة تدريجيا، حتى لا تتحول ملاعبنا إلى حلبة كبرى لمواجهات بين الأنصار. بالأمس شهد ملعب بجاية مواجهات بين الأنصار عقب مباراة مولودية بجاية واتحاد الجزائر، قد تكون لأسباب مجهولة وحتى تافهة لكن عواقبها خطيرة، في وقت الكل، مؤسسات وهيئات رياضية ومجتمع مدني، ضد هذه الظاهرة. ما جرى ببجاية يدق ناقوس الخطر مرة أخرى، ويدفع إلى الانتقال إلى الخطوة التي تلي التوعية والتحسيس، وهي خطوة الردع وعدم التساهل والتسامح مع المتسببين في هذا العنف. فقد تأكد بأن محترفي العنف في الملاعب لا تفيد معهم حملات التحسيس والتوعية، بقدر ما يتعظون بالردع، لأن العقوبة تبقى في الأخير وحدها التي تعيد هؤلاء إلى رشدهم، والعقوبة التي نتحدث عنها قد تبدأ من الحرمان من دخول الملاعب، وصولا إلى السجن لمن يعتدي على الغير ويتسبب في أضرار مادية أو جسمانية. وهنا على الكل أن يتحمّل مسؤوليته، فالأولياء مسؤولون عن أبنائهم القصّر حتى وإن يبقوا خارج الملعب، لأنه يجب أن يمنعوا من حضور المقابلات إلا برفقة أوليائهم، وكذا على المتسببين في العنف أن يدركوا بأن لا جريمة بدون عقاب. وبالفعل لابد من تكييف شغب وعنف الملاعب على أنه جريمة يقع صاحبها تحت طائلة القانون مهما كانت الظروف، وبذلك فقط يمكن أن نقضي على هذه الظاهرة ولو تدريجيا، ولو طال الوقت، لكن مع الحرص الشديد على عدم التساهل في تطبيق القانون.