تحتضن ولاية تلمسان الأربعاء القادم حفل اختتام القافلة الصحراوية التي جابت 45 ولاية جزائرية بحضور مسؤولين سامين في الحكومة الصحراوية، ووصف السيد إبراهيم غالي السفير الصحراوي بالجزائر القافلة بالناجحة كونها أثبتت للعالم ولدول الجوار مدى تمسك الشعب الجزائري بمساندة القضايا العادلة. تحط القافلة السياسية والثقافية التي انطلقت من مخيمات اللاجئين بتندوف يوم 17 جويلية الجاري الرحال الأربعاء القادم بولاية تلمسان في حفل اختتام ينتظر ان يكون ضخما بالنظر إلى الحضور المميز المشكل من شخصيات صحراوية رفيعة والسلطات المحلية، وكذا النشاطات المختلفة المسطرة. وتنطلق اليوم الاحد مختلف القوافل الجهوية المتواجدة بالعديد من الولايات باتجاه ولاية تلمسان مع الحدود مع المغرب حيث ستصل إلى هناك يوم الثلاثاء. وقال السيد إبراهيم غالي في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر السفارة بالعاصمة ان القافلة كانت ناجحة من كل النواحي وأنها حققت الأهداف المرجوة منها حيث سمحت باحتكاك الثقافة الصحراوية والجزائرية وأثبتت للمجتمع الدولي ودول الجوار تمسك الشعب الجزائري بمساندة القضايا العادلة في العالم بما في ذلك القضية الصحراوية. وذكر بأن القافلة "سمحت ببعث رسالة الى المجتمع الدولي بأن الجزائر واقفة وصامدة ومؤمنة بعدالة القضية الصحراوية، وأكدت من جهة أخرى إيمان الصحراويين ويقينهم ببناء دولتهم المستقلة فوق كل تراب ارض الصحراء الغربية". وأضاف ان القافلة استقبلت خلال جولتها في 45 ولاية بحرارة كبيرة من طرف جميع شرائح المجتمع الجزائري تحولت اينما حطت الرحال الى عرس كبير امتزجت فيها ثقافة الشعبين والبلدين. واعتبر تنظيمها تجديد للموقف الجزائري الداعم والمناصر لكفاح الشعب الصحراوي من اجل استعادة أرضه المغتصبة وتأسيس دولته المستقلة. ووجه الدبلوماسي الصحراوي بهذه المناسبة رسالة عرفان وتقدير الى الشعب الجزائري. وكانت القافلة الصحراوية انطلقت يوم 17 جويلية الماضي من مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف باتجاه ولاية بشار ثم تفرعت الى أربع قوافل جهوية اختارت كل واحدة مسارا معينا تم تحديده مسبقا. وجابت كل قافلة مابين 13 و8 ولايات حسب برنامج كل واحدة منها حيث تم استثناء الولاياتالجزائرية الجنوبية لحرارة الطقس. ونظمت القوافل السياسية والثقافية للتضامن مع الشعب الصحراوي في الولايات التي حطت بها عدة لقاءات مع احزاب سياسية ومنتخبين محليين والأسرة الثورية والشبيبة والمجتمع المدني اضافة الى زيارات إلى المواقع التاريخية والآثارية. واكثر من ذلك كله تعرف مواطنو الولايات بمختلف فئاتهم على عادات وتقاليد أبناء الساقية الحمراء ووادي الذهب وتفاعلوا مع العروض الفنية والثقافية التي قدمتها تلك القوافل. وكان للوفد السياسي الصحراوي نشاطا مكثفا ساهم في إبراز مواقف جبهة البوليزاريو حول تطورات القضية الصحراوية وشرحوا للمجتمع المدني الجزائري تفاصيل المفاوضات المباشرة مع المغرب، وجددوا تمسك جبهة البوليزاريو بكل الخيارات من اجل تمكين الشعب الصحراوي من تحرير أرضه المسلوبة. ويذكر أن المغرب والبوليزاريو اجريا أربع جولات مفاوضات كان آخرها شهر مارس الماضي دون ان يتم تحقيق أي تقدم، واتفقا على عقد جولة خامسة سيتم تحديد تاريخها من قبل الأمين العام الاممي السيد بان كي مون. ومن جهة أخرى سيسدل الستار مع نهاية الشهر الجاري على برنامج المخيمات الصيفية التي استفاد منها 1000 طفل صحراوي موزعين عبر 14 ولاية ساحلية في اطار برنامج شامل سطرته الحكومة الصحراوية يضم تمكين 9 آلاف طفل من قضاء عطلتهم في خارج مخيمات اللاجئين حيث تم استقبالهم من طرف منظمات خيرية في عدة دول أوروبية. فان فالسوم سيرحل بعد 21 أوت الجاري وعلى صعيد التطورات التي تعرفها القضية الصحراوية على المستوى الدولي توقع السفير الصحراوي ان يقدم الأمين العام الاممي السيد بان كي مون على تعيين ممثل شخصي له خلفا للدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم الذي أصبح "في خبر كان" بعد تصريحاته المنحازة للطرف المغربي عندما قال ان استقلال الصحراء الغربية ليس "امرا واقعيا" واعتبر السيد غالي الفرصة مناسبة لتغيير المبعوث الشخصي في الصحراء الغربية مع انتهاء العقد الذي يربطه بالامم المتحدة في 21 من الشهر الجاري. وأضاف أن الدبلوماسي فالسوم سوف "يتم استبعاده أو تعيينه في منصب آخر". واستبعد ان يتم الاحتفاظ به بعد أن عبرت جبهة البوليزرايو عن رفضها له على خلفية تصريحاته السابقة المنحازة للطرف المغربي. وحسب السيد غالي فان "فالسوم تبنى موقفا مساندا للمحتل المغربي وهو ما يعد غير مقبول". ومن جهة اخرى عدد السفير الصحراوي بالجزائر انتصارات جبهة البوليزاريو منذ بداية العام الجاري ومن أهمها إقامة الجمهورية العربية الصحراوية لعلاقات دبلوماسية مع البراغواي ومع دولتي البورندي وفانواتو، وذكر في هذا السياق ان عدد الدول المعترفة بالجمهورية العربية الصحراوية بلغ 85 دولة. وصرح أن "انتصارات ومكاسب جبهة البوليزاريو ما فتئت تتوالى لا سيما منذ مؤتمره ال12المنعقد في ديسمبر الماضي" حيث منحت لها عضوية ملاحظ في الأممية الاشتراكية. وأبدى السيد غالي أسفه عن عدم إدراج حماية حقوق الإنسان في مهمة بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) وقال انها البعثة الوحيدة في العالم "التي ليست لها هذه الصلاحية". كما أكد بأن "الانتفاضة من أجل الاستقلال" التي انطلقت يوم 21 ماي 2005 في الأراضي الصحراوية المحتلة من قبل المغرب "ستتواصل وتتعزز" منددا "بالقمع وانتهاكات حقوق الإنسان الأساسية من قبل قوات الاحتلال المغربية". وحول تاريخ انطلاق بث التلفزيون الصحراوي الرقمي قال أن العملية تتطلب تحضيرا تقنيا وأنه شرع منذ مدة في بث تجريبي، وأضاف انه من المنتظر "ان يتم قريبا إطلاق البث بعد الانتهاء من تسوية المسائل التقنية".