الأوراق النقدية من فئة 200دج رغم أنها أصبحت مصدر إزعاج ومشاكل للمواطنين، ولبلوغها درجة من الاهتراء لا تطاق، لا تزال متداولة وكأنّ شيئا لم يكن. فمنذ أيام فقط أعلن بنك الجزائر أنه سيشرع في إصدار أوراق جديدة للقضاء نهائيا على الإزعاج الذي تشكله لزبائن بريد الجزائر أو حتى سائر المواطنين الذين بدأوا ينزعجون عندما يتسلمون هذه الأوراق النقدية المهترئة برائحتها الكريهة. لكن لاتزال دار لقمان على حالها،، ولا تزال هذه الأوراق تصنع الحدث بالمشاكل التي تثيرها وأكثر من ذلك فإنّ على المعنيين بالأمر أن يعلموا بأنّ القيمة الحقيقية لهذه الأوراق تفوق بكثير قيمتها النقدية، فإذا كانت قيمتها المادية لا تتجاوز ال200دج، فإنّ قيمتها المعنوية لا تقدر بثمن، شأنها شأن الراية الوطنية أو الرموز المادية الأخرى. فالنقود هي رمز من رموز الدول لا يسمح بتداولها مهترئة وكما يعاقب القانون على تزويرها يجب أيضا أن يعاقب من يسمح بتداولها على هذه الصورة المشوهة لسمعة الوطن. فهل سننتظر أشهرا أخرى أو أعواما حتى تسحب كل هذه الأوراق ذات الروائح الكريهة من التداول أم أن هناك ضمائر ستتحرك حفاظا على صورة الجزائر وسمعتها؟.