اعتبر رئيس جمهورية السنيغال ماكي سال، أمس، المجمع البترولي سوناطراك مفخرة إفريقية، وأعرب عن إعجابه الكبير بالمعيار التقني وحجم وحدة تمييع الغاز الطبيعي ”جي أن أل 3 زاد” المتواجدة بأرزيو بولاية وهران، مؤكدا بالمناسبة بأن تطوير التعاون الثنائي سيسمح للسينغال بالتزود بغاز البوتان من الجزائر. وأوضح الرئيس السنغالي، خلال زيارته إلى ولاية وهران بأن الجزائر و السنغال سيعملان على تطوير تعاونهما في المجال الطاقوي، ولا سيما من خلال تمكين السنغال من التزود بغاز البوتان من الجزائر، مشيرا إلى أن استهلاك غاز البوتان في السنغال يبلغ 200 ألف طن سنويا، فيما تقدر الاحتياجات بحوالي 160 ألف طن سنويا مع معدل نمو يبلغ 10 بالمائة.وذكر في سياق متصل بأن بلاده استثمرت منذ 25 عاما في خيار غاز البوتان، قائلا في هذا الخصوص ”نحن بلد من جنوب الصحراء مهدد بالتصحر.. ولذلك استثمر السنيغال في غاز البوتان لتجنب زوال الغابات”. كما أكد السيد سال، بأن الجزائر تتوفر على مزايا من شأنها أن تسمح للسنغال الذي لا يعتبر بلدا منتجا بسد احتياجاته وتنويع مصادره للطاقة، بهدف التخفيف من آثار أسعار المنتجات البترولية، مذكرا بإطلاق بلده قبل سنة لاستراتيجية وطنية للتنمية تحمل اسم ”مخطط السنيغال الناشئ”، وتتضمن خيارات قوية في عدد من القطاعات”. وإذ شدد على أن السنيغال يريد إقامة شراكة رابح-رابح مع الجزائر، أشار الرئيس السنيغالي، إلى إمكانية استفادة الجزائر من الموقع الاستراتيجي لبلده، والذي يعد ”أحد أبواب الدخول إلى إفريقيا مع مزايا على الصعيدين السياسي والاقتصادي”، مضيفا بأن ”السنغال يعد منفذا ليس للسوق السنغالي فحسب ولكن للسوق الإقليمي مع مؤهلات تفوق 300 مليون مستهلك”. وخلص الرئيس ماكي سال، إلى أن تطوير التعاون مع الجزائر سيعود بالفائدة على بلاده في العديد من القطاعات مثل الزراعة والصناعة الغذائية والصناعة الصيدلانية والسكك الحديدية، مؤكدا بأن اللقاءات المقبلة للجنة المختلطة ستسمح باستكشاف مختلف السبل التي ستعزز التعاون بين البلدين. وقد زار الرئيس السنغالي، الذي كان مرفوقا لدى تنقله إلى ولاية وهران بوزير الطاقة السيد يوسف يوسفي، والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل، مختلف منشآت مركب تمييع الغاز الطبيعي ”جي أن أل3 زاد” المتواجد بأرزيو، واصفا هذه المنشأة الطاقوية ب"الرمز الحي لما تستطيع أن تقوم به إفريقيا”.ووفقا للبيانات التقنية التي قدمت لضيف الجزائر بالمناسبة فإن قدرة إنتاج مركب تمييع الغاز الطبيعي ”جي أن أل 3 زاد” تصل إلى 4,7 مليون متر مكعب سنويا، فيما أنتج هذا المصنع منذ تدشينه في نوفمبر المنصرم من قبل الوزير الأول السيد عبد المالك سلال 1,5 مليون مكعب، وتم شحن 14 ناقلة للغاز الطبيعي المميع خلال نفس الفترة في اتجاه السوق الدولية، ولا سيما في حوض البحر الأبيض المتوسط. كما سمح هذا المركب الذي تم تمويله من الموارد المالية الخاصة لسوناطراك، باستحداث 645 منصب شغل مباشر و650 آخر غير مباشر. وتوجه رئيس جمهورية السنغال، بعد ظهر أمس، إلى ولاية الأغواط، حيث زار مقر الخلافة العامة للطريقة التجانية بعين ماضي، والقصر القديم ومسقط رأس شيخ الطريقة سيدي أحمد التجاني، مؤسس الطريقة التجانية. وكان في استقبال الرئيس السنغالي لدى وصوله إلى مطار حاسي الرمل وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى. وتندرج زيارة الرئيس السنغالي إلى ولايتي الأغواطوهران في إطار اليوم الثالث وما قبل الأخير لزيارة الدولة التي يقوم بها إلى الجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وكان رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، أقام مأدبة عشاء على شرف الرئيس السنغالي ماكي سال مساء أول أمس، بإقامة الميثاق بالجزائر، حضرها مسؤولون سامون في الدولة وأعضاء من الحكومة، إلى جانب ممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.