أطلقت مجموعة «دير الخير وانساه» حملة واسعة للتبرع بالدم مؤخرا، بالتنسيق مع شاحنة لمستشفى «نفيسة حمود» بحسين داي، لتحفيز المواطنين على القيام بالتبرع الذي لا يزال يطرح إشكالا كبيرا بسبب عزوفهم عنه، نتيجة التمسك ببعض المعتقدات الخاطئة، كالخوف من العدوى. برودة الطقس وسقوط الأمطار لم يحبطا عزيمة عصام سبتي، رئيس مجموعة «دير الخير وانساه» رفقة باقي أصحابه في الإشراف على حملة التبرع بالدم، حيث قاموا على مدار أسبوع بالتواجد مبكرا بساحة بلدية القبة لتوزيع مطويات والاحتكاك بالمواطنين وحثهم على التبرع بدمهم من منطلق أنه عمل خيري، وأن المرضى في أمس الحاجة إلى مختلف فصائل الدم. حدثنا عصام عن هذه المبادرة التطوعية فقال: «بحكم عملنا الدائم في المستشفيات للقيام ببعض الأعمال الخيرية مع المرضى، على غرار النشاط المسمى «يوم مع المريض»، علمنا بأن بنك الدم يعاني عجزا بسبب ضعف ثقافة التبرع بالدم، لذا فكرنا كمجموعة خيرية في توعية الناس بأهمية الإقدام على هذه الخطوة، فالمواطنون في بعض الأحيان يحتاجون إلى من ينبههم للقيام ببعض الأعمال التي قد تغيب عن بالهم، فاغتنمنا الفرصة لتذكيرهم بوجوب الإقدام على هذه الخطوة. وقد نجح معنا الأمر، حيث تمكنا من تغيير نظرة الكثيرين نحو أهمية التبرع بالدم كعمل إنساني وواجب أخلاقي». وفي رده على سؤالنا حول نظرة المواطنين إلى العمل التطوعي الخيري، جاء على لسان محدثنا بأن المجموعة منذ أن تأسست بموجب فكرة عبر شبكة التواصل الاجتماعي وإلى غاية اليوم، تنشط عبر مختلف الولايات مدعومة بمساعدات الناس، مما يعني أن المجتمع الجزائري يعي أهمية العمل التطوعي ويثمن خطوات الساعين إليه، ولولا دعمهم لما تمكنا من العمل في مجال مساعدة المحتاجين، ففي الأيام القليلة الماضية تمكنا من مساعدة «ناس الخير» من تغطية احتياجات 100 عائلة على مستوى ولاية الأغواط المتواجدين بالمناطق النائية، ونحضر في الأيام القليلة القادمة خرجه تضامنية إلى ولاية تيارت لنمكنهم مما قدمه لنا المحسنون. لا يقتصر نشاط «دير الخير وانساه» على حملات التبرع بالدم فحسب، يقول رئيس المجموعة، وإنما يتم العمل ضمن استراتيجية تم رسمها ليستفيد كل من هو محتاج من التبرعات التي يجمعونها، وقال؛ «عملنا مقسم في أجندة أسبوعية وشهرية وسنوية، فعلى مدار الأسبوع نبرمج أنفسنا لتنظيف المساجد، وإغاثة المشردين بوجبات ساخنة، وزيارة المرضى، وطيلة الشهر نقوم بتنظيم قوافل خيرية تنتقل إلى المداشر والقرى النائية لتغطية احتياجاتهم، وعلى مدار السنة نحيي مختلف أنواع المناسبات التي تمكننا من التفتيش عن فقراء لمساعدتهم». وعن السر في نجاح مساعيهم الخيرية، رغم أن المجموعة تنشط منذ سنتين فقط، قال عصام بأن السر يكمن في ثقة الناس، وبحكم أنهم كسبوا ثقة من تعودوا على تقديم المساعدات لهم، أصبح من السهل عليهم القيام بالكثير من النشاطات لفائدة الفقراء والمعوزين. من جهتها، استحسنت سلمى مسعودي طبيبة بمستشفى «نفيسة حمودي» بحسين داي، كانت تعمل على مستوى شاحنة التبرع بالدم بساحة القبة، الالتفاتة التضامنية لشباب «دير الخير» لحمل المواطنين على التبرع بالدم وقالت: «للأسف الشديد لا تزال ثقافة المواطن ضعيفة عندما يتعلق الأمر بالتبرع بالدم، حيث يحتاج في كل مرة إلى من يحفزه أو يدفع به للقيام بهذه الخطوة الإنسانية، وعلقت «غياب ثقافة التبرع بالدم راجعة إلى قلة الوعي، وضعف الحملات التحسيسية وإلا فكيف نفسر أن بعض الذين يأتون للتبرع لا يزالون يحتجون ببعض الأسباب الواهية لإقناع أنفسهم بعدم التبرع كالخوف من العدوى، أو لكون الأجهزة غير معقمة، لذا في اعتقادي أننا بحاجة إلى مثل هذه الأنشطة الجوارية لتذكير عامة الناس بأن واجبا إنسانيا في انتظارهم».