عاشت مدينة سكيكدة نهاية الأسبوع الأخير، على وقع الأعراس والأفراح، مما أعطى لصيفيات عاصمة "روسيكادا" نكهة خاصة، زادت المدينة بهجة وسرورا وانتعاشا وحركة لا تنقطع، فسكيكدة عروسة الشرق دون منازع، ترفض كل صيف أن تستسلم للنوم، وإذا كانت الأعراس بها قد تخلت عن العديد من عادات الأجداد، إلا أنها تملك طعما خاصا ومتميزا... وهكذا، فخلال نهاية الأسبوع الأخير (الخميس والجمعة)، تم تسجيل على مستوى مدينة سكيكدة لوحدها، أكثر من 45 حفل زفاف، احتضنتها قاعات الأفراح وأحياء المدينة وحتى بعض الملاعب الجوارية، وقد تسببت مواكب السيارات العديدة المقلة للعرسان ومرافقيهم، في خنق حركة المرور، بالخصوص على مستوى الكورنيش السكيكدي الى غاية سطورة، سواء بالطريق السفلي أو العلوي، وأيضا على مستوى طريق المعز المطل على البحر الذي يخضع لأشغال التوسيع، حيث يفضل كل من يدخل القفص الذهبي بسكيكدة أخذ الصور التذكارية مع الأهل والأقارب على مستوى البحر، على وقع الزرنة السكيكدية التي تشبه الى حد ما الطريقة العيساوية، وكأنهم يتبركون بالبحر رغبة منهم في إنجاب الذرية الصالحة، وتستمر زحمة حركة المرور إلى غاية ساعة جد متأخرة من الليل وسط ضجيج المحركات ومزامير السيارات التي لا تنقطع وزغاريد النسوة، مما يضفي على المدينة مسحة متميزة، وما يزيد في جمالية أعراس سكيكدة، تلك السهرات الليلية، التي تنشطها إما فرق موسيقية محلية متخصصة في إحياء حفلات الأعراس، أو "الديسك جوكي" الذي أضحى في الآونة الأخيرة موضة بسكيكدة، حيث أن حفلات الأعراس تنطلق بعد الانتهاء من تناول مختلف أطباق الطعام، التي تتفن العائلات في طهيها والمشكلة من شربة وكسكسي أو تريدة أو شخشوخة، إما باللحم أو بالدجاج، والتي فقدت بعض ميزاتها مثلها مثل الحلويات التقليدية، التي بدأت هي الأخرى تفتقد للعديد من مواصفاتها، لاسيما طريقة تحضيرها، كما هو حال البقلاوة زينة الحلويات والمقروط والتشراك المرمد والتشاراك العريان والمخبز والدزيريات والمشوك بالعسل والمقروط بالجلجلان المسكر وأصابع العروسة الملبسة بالسكر والغريبية والقطايف، بالإضافة الى حلوة خبز الدار المقلي والمحنشات والمقارص بالعسل وغيرها من الحلويات الأصلية التي كانت تتزين بها الموائد التي تفتخر بها العائلات، فحلت محلها حلويات عصرية في أغلبها لا تملك أية هوية، فاستحدثوا لها أسماء حتى أضحت تنافس الحلويات التقليدية، لكن العديد من العائلات السكيكدية أضحت تشكتي من الصخب المبالغ فيه الذي تحدثه حفلات الزفاف سواء المقامة وسط الأحياء أو على مستوى الملاعب الجوارية، التي أضحى وضعها كارثيا للغاية، أو حتى على مستوى قاعات الأفراح التي انتعشت منذ دخول فصل الصيف، بدليل أن كل القاعات المتواجدة بها محجوزة الى غاية نهاية الشهر الجاري.. للتذكير، فإن ثمن إقامة عرس في إحدى القاعات الخاصة بسكيكدة يتراوح بين 50 و60 ألف دج، أما على مستوى الملاعب الجوارية التابعة للبلدية فسعر الليلة يقدر بحوالي 5000 دج. ولأن الصيف بسكيكدة أضحى عند جل العائلات مرادفا للأعراس، فإن أفراح الزواج بعاصمة "روسيكادا" وبخلاف ما كان معمولا به من قبل، أضحت تقام على مدار أيام الأسبوع دون انقطاع، وزادت الوتيرة مع دخول شهر أوت الجاري، وقد أرجع العديد ممن تحدثنا إليهم سبب كثافة تلك الأعراس التي تشهدها المدينة وبشكل ملفت للنظر، الى حلول شهر رمضان المعظم الذي غير حسابات العديد من العائلات، التي اضطرت لتأجيل إقامة العرس إلى ما بعد رمضان... للإشارة، فإن مصلحة الحالة المدنية التابعة لبلدية سكيكدة، تقوم بإنجاز أكثر من 25 عقد زواج في اليوم الواحد، وخصصت البلدية 03 أيام لعقود الزواج، مما يعني أن عدد عقود الزواج المنجزة خلال أسبوع واحد يقدر بحوالي 80 عقد زواج...