تشهد أغلبية المناطق الأثرية بالجزائر على غرار جميلة تيماد وسيدي فرج، توافد العائلات الجزائرية من شتى المناطق، حيث أصبحت هذه الأماكن اليوم قبلة للعائلات لما توفره من متعة وراحة بعيدا عن صخب المدينة... ضريح ماسينيسا وكغيره من المعالم الأثرية الأخرى والذي يبعد عن مدينة قسنطينة ب 17 كلم، أصبح قبلة للعائلات القسنطينية التي باتت تفضل قضاء لياليها الصيفية في هذا المكان الساحر، فيه تجد راحتها، خاصة وأن الضريح يجمع بين عراقة الماضي وجمال الموقع الذي شيد عليه.. لكن المكان اليوم لم يعد يقتصر على العائلات فقط، بل تعداه الى العرسان الذين أصبحوا يقصدون الضريح لأخذ صورة تذكارية به. والجدير بالذكر، أن هذا الضريح اكتشف عام 1815 ويتكون من سرداب وطابق أرضي وطابق أول، وهو فريد في شكله المعماري الإغريقو الذي جاء به ملك نوميديا، خاصة ماسينيسا، الذي يعتبر واحدا من أشهر ملوك الأمازيغ القدماء، حيث أن هذا الأخير كان ملكا على مملكة نوميديا الأمازيغية من غرب ليبيا وشرق المغرب الأقصى الحالي، والتي عاصمتها سيرتا أو عاصمة الشرق قسنطينة حاليا، وهو الملك الذي تميز عهده بالقوة والازدهار. معبد ماسينيسا أو كما يطلق عليه ضريح الصومعة، يطل على مدينة الخروب التي يعني اسمها الأطلال، وهو يمثل ضريحا ملكيا، خاصة من حيث أثاثه الجنائزي ذو القيمة العالية، والذي بقي على حاله الى يومنا هذا، فالغرفة الجنائزية التي توحي بقبر الدفن يزيد طولها عن المترين عثر فيها على مزهرية وإناء واسع من الفضة قطره 27 سم، كما وجد بها أيضا رفات تكسرت خلال الاكتشافات بفعل الأكسدة، حيث أكد الباحثون في الأنتروبو لوجيا أن الرفات ترجع الى شاب مراهق تم إحراقه. كما تم العثور على العديد من الأمتعة العسكرية كالخوذة ذات النهاية المحدبة ووتر من المعدن وسيف إلى جانب أوان فضية وغيرها... هذا، ويبقى إعطاء المعلم التاريخي مكانته اللائقة رهين مبادرات المسؤولين والقائمين على الشؤون الثقافية، وذلك بتوفير كل المرافق الضرورية لجلب أكبر عدد ممكن من العائلات والزوار.