تسعى التركيبة البشرية الجديدة لاتحادية السباحة، إلى وضع استراتيجية هادفة، من أجل إعطاء دفع جديد للفرع الذي واجه في السنوات الأخيرة مشاكل كبيرة في جانب التسيير، وقد حاولت ”المساء” الوقوف على الوضع داخل الفرع من خلال هذا الحوار مع الرئيس الجديد لهذه الهيئة الفيدرالية... ما هي الإستراتيجية الأساسية التي تبنتها الاتحادية لتطوير الفرع؟ قبل الخوض في الإستراتيجية، يجب التأكيد على أننا نريد إعداد رياضيينا للألعاب الأولمبية 2020، لكن يجب أن أشير إلى أن الاتحادية الجديدة استلمت وضعية مزرية للفرع ولا يمكن التغلب بسرعة على كل السلبيات التي أنتجتها، حيث سنسعى إلى ترتيب الأولويات بالشكل الذي يسمح لنا بوضع حيز التنفيذ عدة مشاريع تهدف إلى بعث الفرع على قواعد متينة، والمشاريع موجودة في شتى المجالات مثل التكوين وتطوير الفرع وتبعاته على مستوى الرابطات، لأن بعض الرابطات لا نعرف أشياء كثيرة عن نشاطها ولا بد علينا أن نتحرك تجاهها للوقوف على وضعها، وقد انتقلنا مؤخرا إلى الرابطات المتواجدة في غرب الوطن ووقفنا على معاناتها واحتياجاتها، ونعتزم الانتقال في وقت قريب إلى الرابطات الأخرى للوقوف على وضعيتها، كما سنعمل على تمكين رياضيينا في مختلف الأعمار من تكثيف نشاطهم الرياضي في فترة الصيف بالتحديد، لأننا قد نواجه مشاكل عويصة في فصل الشتاء مثل النقل والدراسة ومعضلة استعمال الأحواض، التي عرقلت في السابق تطور الفرع، كما أن الإستراتيجية التي سنعتمدها ترمي إلى تطبيق سياسة المدى البعيد في التكوين والتطوير مع تسطير رؤية جيدة من أجل اكتشاف سباحين ممتازين، وسيتم ذلك من خلال متابعة ميدانية للمنافسات التي تجريها كل الأصناف.
ماذا تنوون فعله في مجال التكوين؟ سيكون التكوين ركيزة سياستنا طيلة العهدة الجديدة، فقد حان الوقت لإعادة تأهيل المدربين والحكام ، وبالمناسبة أعلمكم أننا دخلنا في اتصال مع الاتحادية الدولية للسباحة لكي ترسل لنا خبيرا في التدريب سيشرف على أول فترة لتكوين المدربين، وقد تلقينا في هذا الشأن ردا إيجابيا، وفي السنة القادمة سيكون الدور لاستقدام خبير دولي لتكوين الحكام، وهكذا سنجلب كل سنة اختصاصيا من الاتحاد الدولي للفرع.
كيف ستسير اتحاديتكم مشوار رياضيي النخبة؟ كما تعلمون، فإن السباحة تختلف عن الرياضات الأخرى، فالسباح يجب أن يستفيد من ظروف تحضير جيدة كمتابعته في الحصص التدريبية وتوفير وسائل الاسترجاع له، إلى جانب إشراكه مرارا في المنافسات الدولية، فبعض السباحين ينشطون في أوقات طويلة مع أنديتهم، والبعض الآخر متواجد في الخارج، حيث يستفيدون من امتيازات كثيرة كالحجم الكبير في وتيرة العمل والمشاركة في المنافسات ذات المستوى العالي، وحاليا نحن بصدد اكتشاف السباحين الذين لهم القدرة على تمثيل الوطن جيدا في المستقبل على المستوى الدولي، وسنتابع تطورهم من منافسة إلى أخرى إلى أن نتأكد نهائيا من إمكانياتهم الحقيقية، لكن سنعطي الأهمية للسباحين الشباب الذين ستتناسب أعمارهم مع استراتيجية المشاركة في الألعاب الأولمبية 2020.
لقد عانت الاتحادية دوما من مشاكل الاستفادة من المسابح والتوقيت الزمني المخصص للرياضيين، إلى جانب التعويض المالي لاستعمال هذه المسابح، كيف ستواجهون مثل هذه العراقيل؟ ليس هناك حل لتفادي مواجهة هذه العراقيل، سوى المطالبة بتدخل الوزارة الوصية التي سنتعامل معها بصفة مستمرة في هذا المجال، لأننا مصممون على إزالة هذه الصعوبات التي وقفت دوما حجر عثرة في وجه تطور الفرع.
هل ستسارع اتحاديتكم إلى إحداث تغييرات على مستوى الأطقم التقنية للفرق الوطنية؟ لن يكون هناك تغيير سريع في هذا الجانب، لكن سنستعين في المستقبل بكل التقنيين الذين نرى فيهم القدرة على المساهمة في تطوير الفرع ومن بينهم الذين تعرضوا للتهميش.
كيف تستعدون للمشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط؟ التحضيرات لهذا الموعد الرياضي المتوسطي انطلق، حيث تم اختيار تشكيلة وطنية تضم تسعة سباحين ذكور وإناث، البعض منهم يتواجدون مع فرقهم والآخرون بفرنسا، حيث سنحاول وضعهم في ظروف جيدة حتى يستعدوا جيدا لهذه الألعاب.