تحتضن ولاية سوق أهراس شهر التراث على أنغام الزرنة والبندير وأغاني التراث الفلكلوري المحلي، وطلقات بارود "الخيالة" عبر أجواء المسرح الروماني لموقع خميسة الأثري الذي يشهد تنقل عدد من المواطنين رفقة عائلاتهم، قصد متابعة مختلف الأنشطة وأخذ صور تذكارية وسط الفرسان وطلقات البارود. بادرت بتنظيم هذه التظاهرة مديرية الثقافة، بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعة التقليدية والتكوين والتعليم المهنيين وفرع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحلية، ويقام بنفس المناسبة معرض الصناعات التقليدية والأثرية والتراثية لمنطقة سوق أهراس، مثل اللباس التقليدي وصناعة الزرابي والحلويات والأكلات الشعبية والفخار وكتب وصور فوتوغرافية للمواقع الأثرية في الولاية وقطع أثرية. ويشارك في هذه الأجنحة أزيد من 20 عارضا وعارضة من حرفيي سوق أهراس ومتربصي مراكز التكوين المهني، حيث نالت المعروضات إعجاب الجمهور، لاسيما الزربية التي تسعى المرأة السوقهراسية إلى المحافظة عليها، على غرار زربية "الراقوبة" نسبة إلى إحدى البلديات القريبة من مداوروش، تتميّز بكثرة ألوانها وانسجامها المتقن بأشكال ورموز تحمل الكثير من الإيحائية في لوحة فنية تؤرّخ لعراقة وأصالة تعود إلى حقب زمنية غابرة. تمّ التأكيد خلال هذه التظاهرة، على ضرورة تكوين وتوجيه الحرفيين وتشجيع أصحاب المشاريع في هذا المجال لضمان تسويق منتجاتهم المختلفة والمساهمة في حماية الصناعة التقليدية من الاندثار للمحافظة على التراث الثقافي في الولاية، وأكّد المنظّمون على أهمية استغلال مثل هذه المواقع الأثرية في احتضان مختلف التظاهرات الثقافية والفنية، مع الإشارة إلى أنّه تمّ تقديم اقتراح لاستغلال موقعي كلّ من خميسة ومادور من خلال استحداث فضاءات للترفيه والتسلية وأخرى لألعاب الأطفال وتنصيب خيم على شكل أكشاك لبيع منتجات حرفية وتقليدية وفتح مرافق. الموقع الأثري لخميسة الذي كان يطلق عليه اسم "ثيبيرسيكو نوميداروم" شيّد على ربوة، وهو عبارة عن مدينة نوميدية تحوّلت إلى بلدة في القرن الثاني للميلاد في فترة الإمبراطور تراجان، ومنه إلى مستعمرة شرفية أو فخرية في القرن الثالث للميلاد، وتضمّ هذه المدينة المتربعة على أكثر من 65 هكتارا بقايا لمعالم هامة، على غرار المسرح والكنيسة القضائية الكبرى القديمة ذات الأعمدة والساحة الواقعة بشرق الربوة.