تعزّز قطاع العتاد العسكري ب8 دفعات تخرجت أمس، بالمدرسة العليا للعتاد”المرحوم المجاهد بن المختار الشيخ آمود بالحراش (الجزائر العاصمة)، أشرف عليها المدير المركزي للعتاد بوزارة الدفاع الوطني اللواء علي عكروم، في جو ساده التنظيم المحكم والصرامة الكبيرة، بحضور ألوية وعمداء وضباط ومسؤولي المصالح العسكرية المركزية، إلى جانب عائلات بعض الطلبة الأوائل المتفوقين في هذه الدفعات. وبعد تقديمه التحيّة العسكرية للدفعات المتخرجة التي حملت اسم الشهيد ”عكروم عبد القادر” المدعو سعيد، تفقد المدير المركزي للعتاد رفقة قائد المدرسة العميد حمادي بن عيسى، مربعات هذه الدفعات، ويتعلق الأمر بالدفعة ال31 لدورة القيادة والأركان، والدفعة ال66 لدورة الإتقان والدفعة، ال17 لدورة التطبيق والدفعة، ال7 للطلبة الضباط ”تكوين خاص”، والدفعة ال42 لدورة الأهلية العسكرية المهنية ”درجة ثانية”، والدفعة ال79 لدورة الأهلية العسكرية المهنية ”درجة أولى” والدفعة ال5 للطلبة نظام ”ليسانس ماستر دكتوراه” والدفعة ال42 للطلبة ضباط الصف المتعاقدين. وبدوره، أبرز قائد المدرسة العليا للعتاد العميد حمادي بن عيسى، الخطوات الجبّارة التي قطعتها المدرسة منذ تأسيسها في إعداد الرجال وتكوين الأفراد العسكريين في مختلف المصالح التابعة لقطاع العتاد، مؤكدا أن هذه المدرسة القطب في التكوين العسكري والعلمي والمعرفي لمستخدمي ومنتسبي مؤسسات الجيش الوطني الشعبي، تعد خزّانا للنخب العسكرية التي تعزز مختلف هياكل قطاعات العتاد عبر الوطن. وأوضح العميد بن عيسى، في هذا الإطار أن الدفعات المتخرجة استطاعت إثبات جدارتها وتفوّقها في التكوينات النظرية والتطبيقية التي تلقتها طيلة فترة تكوينها بالمدرسة، هو ما مكّنها من اكتساب الكفاءة التي ستؤهلها مستقبلا لأداء مهامها بكل ثقة واقتدار في ميدان الإسناد واللوجستيك، مضيفا أن القيادة العليا ركزت هذه السنة على تعزيز الجانب التطبيقي، مع إنجاز مشاريع مشتركة لضباط دورة القيادة والأركان، إلى جانب إقامة تربصات قصيرة لضباط التطبيق والطلبة الضباط العاملين والطلبة ضباط الصف المتعاقدين، ما أتاح لهم فرصة اكتساب معارف وتقنيات علمية جديدة. وأثنى العميد بالمناسبة، على الجهود الجبّارة لمختلف جميع أفراد المدرسة لاسيما الإطارات الأساتذة والمكونين المدربين في شتى التخصصات الذين أدوا ما عليهم بكل صدق وإخلاص، يحدوهم في ذلك حبهم لعملهم النبيل ووفائهم لمنظومتهم التكوينية التي تبقى بدون منازع الورشة الأساسية التي تصنع الرجال والكفاءات العسكرية القادرة على التكيّف مع التطور العسكري المتسارع الذي يعرفه عالم اليوم، فضلا عن مسايرة الطلبة والمتربصين وحرصهم الشديد على بلوغ النجاح. كما حث أفراد الدفعات العسكرية المتخرجة على تخطيهم لمدة تكوينهم ونجاحهم في امتحاناتهم النهائية، على المثابرة والتفاني في تجسيد معارفهم وخبراتهم التي اكتسبوها في الميدان، إلى جانب الالتزام بالصرامة في العمل والانضباط وحسن السلوك، وتطوير أساليب القتال للتأقلم مع معطيات الواقع اقتداء بأسلافهم في جيش التحرير الوطني، الذين قادوا ثورة الفاتح نوفمبر الخالدة وانتصروا فيها على المستعمر الفرنسي، بعد أن قدموا قوافل الشهداء الذين سقوا أرض الجزائر بدمائهم الزكيّة. وقال مخاطبا الدفعات: ”لتعيش الجزائر قوية شامخة أملنا فيكم كبير ونأمل أن تكون النتائج التي حققتموها في الميدان العملي بكل متطلباته وجوانبه حافزا لكم ولنا لنبلغ معا مستويات أفضل بجهودنا لتحقيق الأهداف المرجوة بنجاح يطبعه التفاني والإخلاص. وبعد تأدية المتخرجين للقسم وتسليمهم العلم الوطني للدفعات الجديدة، تم تسليم الشهادات وتقليد الرتب من قبل المدير المركزي للعتاد، وأولية وعمداء للطلبة الضباط وضباط الصف العاملين والمتعاقدين المتفوقين الأوائل في الدفعة، التي تفوق بها عن جدارة واستحقاق في نظام ”أل أم دي” سنة ثالثة تخصص تسيير الموارد المادية، الطالب الضابط العامل زواغي بدر الدين. كما تم تقليد الرتب وتسليم الشهادات لضباط وضباط صف من دول عربية شقيقة وصديقة على غرار الرائد لحبيب محمد صالح إبراهيم سالم، عن دفعة القيادة والأركان من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، والرائد عزيز سليم من الجمهورية التونسية، فضلا عن ضباط صف من دولتي مالي والسودان النيجر وموريتانيا. وبعد موافقة اللواء علي عكروم، المدير المركزي للعتاد على تسمية الدفعات المتخرجة باسم الشهيد البطل عكروم عبد القادر، شرع في تقديم استعراضات عسكرية لمختلف مربعات الدفعات المتخرجة، تخللتها مقاطع موسيقية لأناشيد وطنية. ويعد الشهيد المدعو سعيد (1932-1959) من مواليد بلدية برج منايل ولاية بومرداس، حاليا الولاية التاريخية الرابعة، حيث بدأ نضاله الثوري في صفوف حزب الشعب ثم حزب حركات انتصار الحريات الديمقراطية، كما كان عضوا في خلايا الجناح المسلّح للمنظمة السرية ”أوس” ومن الذين نفذوا العمليات المسلّحة ليلة الفاتح نوفمبر 1954، وكان ضمن الفوج الذي قاده العقيد أوعمران في البليدة في الهجوم على ثكنة ”بيزو” ببوفاريك. ورقي الشهيد إلى مرتبة مرشح وعمل طبيبا في الولاية التاريخية الثالثة بالمنطقة الرابعة، حيث لقب بالدكتور ”سعيد”، قبل أن يستشهد في ميدان الوغى في أواخر 1959، بذراع الميزان بولاية تيزي وزو إثر عملية وعسكرية واسعة قامت بها القوات الفرنسية بالمنطقة بعد حصار دام ثلاثة أيام كاملة.