انطلقت نهاية الأسبوع الماضي بساحة أول ماي بالعاصمة، حملة التشخيص المبكر لداء فقدان المناعة المكتسبة من تنظيم مركز التشخيص لبوغرمين وجمعيتي "إيدز الجزائر" و"الحياة للأشخاص المتعايشين مع الاش أي في"، بدعم من برنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز، بالتنسيق مع بلدية سيدي امحمد. وتهدف الحملة إلى تحقيق، على الأقل، 20 ألف كشف مبكر عن الداء في العاصمة وحدها في الفترة ما بين جوان 2015 وجوان 2016. قالت السيدة نوال لحول، رئيسة جمعية "الحياة" أن حملة الكشف المبكر عن السيدا، تندرج ضمن الحملة العالمية التي تم اعتمادها مؤخرا حول مشاركة البلديات في الخطة العالمية لمكافحة الإيدز على المستوى المحلي، موضحة أن الهدف الرئيسي هو مواصلة الجهود وتضافرها بين مختلف القطاعات من أجل مكافحة الداء، عن طريق تكثيف حملات التوعية وكذا حث الناس على التقدم طواعية لإجراء التحليل والكشف الطبي المتخصص في محاولة لتطويق بؤر انتشار الداء. وأوضحت محدثة "المساء" أن حملة الكشف المبكر عن الإيدز قد عرفت انطلاقتها الأولى ضمن البرنامج العالمي "وضع حد للداء..المدن تتعهد" التي أطلقتها "الانوسيدا" وتدوم سنة كاملة. وشكلت ساحة أول ماي الخميس المنصرم، محطة الانطلاقة الأولى للحملة، وسيعرف خميس كل أسبوع تنظيم حملة الكشف المبكر بمساهمة فرقة طبية من مركز بوغرمين، إلى جانب أعضاء من جمعيتي "إيدز الجزائر" و"الحياة". ومن المقرر أن تدوم الحملة بهذه الساحة 3 أشهر لتكون ساحة حرية الصحافة ثاني محطة لها ولنفس المدة الزمنية وبعدها ساحة "ميسونيي" ل3 أشهر أخرى. وتقول السيدة لحول إن الهدف من إجراء هذه الحملة هو رفع مستوى الوعي المجتمعي حول مرض الايدز، خاصة في أوساط الشباب مع ترسيخ مبدأ التعايش مع المصابين، وكذا محاربة كل أشكال التهميش والتمييز ضد هؤلاء. وعرفت الحملة خلال أول خميس تسجيل 53 متطوعا من الفئة العمرية ما بين 18 إلى 40 سنة ومن الجنسين، تم خلالها أخذ عينات من دمائهم لإجراء تحاليل بمركز بوغرمين ببلدية سيدي امحمد في انتظار النتائج. وتم أخذ المعلومات الشخصية لكل متطوع يرغب في إجراء تحليل عن الإيدز ورقم هاتفه، وفي حالة الاشتباه في حمل أي شخص للفيروس يتم الاتصال به لإجراء تحليل ثان للتأكد من الإصابة، وبعدها يتم توجيهه نحو أحد مراكز العلاج. وأبدت رئيسة جمعية "الحياة" تفاؤلها بهذه الحملة، وقالت إن تحقيق رقم 53 كشفا في يوم واحد أمر مشجع للوصول إلى تحقيق ال20 ألف كشف مبكر المسطر في البرنامج وربما تجاوزه، مضيفة أنه من الممكن أن يتم اللجوء إلى تنظيم حملات مماثلة في كبريات مدن الجمهورية، وهذا يتوقف على مدى مساهمة رؤساء بلديات الوطن في هذه الحملة. وكان رئيس بلدية سيدي امحمد، السيد نصر الدين زناسني، قد انضم إلى قائمة "الأميار"، وباقي المسيرين للمجالس البلدية عبر العالم، ولممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، لإمضاء «إعلان باريس، وضع حد لداء السيدا..المدن تتعهد»، وانضم بذلك إلى حملة 90-90-90 من هنا إلى سنة 2020، أي 90% من الأشخاص المتعايشين مع فيروس الإيدز يعرفون أمر حملهم للمصل الإيجابي، و90% من الأشخاص حاملي المصل الإيجابي لهم الحق في العلاج، و90% من الأشخاص تحت العلاج يصلون إلى مستوى «أش أي في» ممكن الكشف عنه في أجسامهم.