توالت ردود الفعل الدولية المرحّبة بتوقيع تنسيقية حركات الأزواد على اتفاق السلمو المصالحة بمالي، مشيدة في هذا الصدد بجهود الجزائر التي قادت فريق الوساطة بكل اقتدار؛ حيث حيّى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في هذا السياق، هذا الإنجاز، الذي قال عنه إنه يمهّد الطريق للتطبيق الكامل لاتفاقية السلام. جاء ذلك في بيان صدر أول أمس، عن المتحدث باسم الأمين العام الأممي، حيث أشاد بالأطراف المالية وفريق الوساطة بقيادة جزائرية على جهودهم في إنجاح عملية التوقيع. وجاء في البيان أن الأمين العام للأمم المتحدة حث جميع الأطراف على الاستمرار في العمل بإخلاص، لدفع التقدم والتطبيق الكامل لبنود وقف إطلاق النار. من جانبه، رحّب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالتزام الأطراف المالية بالتوقيع على اتفاق السلام لدعم جهود المصالحة في مالي، وإعادة بناء البلاد عبر التوقيع عليه بباماكو من قبل تنسيقية حركات الأزواد، مجددا إشادة فرنسا بوساطة الجزائر في تحقيق هذا الإنجاز. وقال فابيوس في بيان له أول أمس، إن فرنسا ستواصل العمل مع المجتمع الدولي لمواكبة هذا الاتفاق الهام. من جهته، وصف وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان اتفاق السلم والمصالحة في مالي الموقَّع بباماكو ب ”التاريخي وبالنبأ السار” في جهود مكافحة الإرهاب في مالي، مشيرا إلى أن بلاده ستساعد على تنفيذ الاتفاق. وقال الوزير لودريان في تصريح له أمس، إنه سيتوجه اليوم الإثنين إلى باماكو للتأكد من تنفيذ الاتفاق بشكل صحيح، وهذا يعني تطبيق اللامركزية التي تُعد أحد العناصر السياسية للاتفاق، بالإضافة إلى تسريح المجموعات المسلحة؛ تمهيدا لإلحاقها بالجيش المالي الذي يخضع حاليا لإعادة هيكلة. ويعكس الترحيب الدولي بالحدث التاريخي الذي عاشته باماكو أول أمس، الأهمية الكبيرة التي يحظى بها الملف المالي بالنظر إلى حساسيته الكبيرة في ظل التطورات الإقليمية التي تشهدها منطقة الساحل، إلى جانب النشاط المتنامي للجماعات الإرهابية بسبب تفشي مظاهر الفوضى جراء إفرازات الأزمة الليبية. وسرعان ما حظيت جهود الجزائر التي قبلت طلب باماكو، بالتكفل بالملف بدعم دولي لافت، وهو ما ترجمه الحضور القوي لمختلف الهيئات الدولية خلال جلسات الحوار المالي الشامل، والتي أكدت مرافقتها للجهود الرامية إلى تحقيق السلم في مالي. ولعل في انضمام أعضاء جدد كفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية إلى فريق الوساطة خلال الجولة الأخيرة من الحوار المالي، دليلا على قناعتهم بأن الحل السلمي لا مناص منه.ومن هنا يمكن القول إن الجزائر قد نجحت في امتحانين ؛ الأول هو أنها استطاعت تحقيق التوافق الجماعي بين فرقاء مالي بتبنّي نهج المصالحة، أما الثاني فيتعلق بإقناع المجموعة الدولية بضرورة تبنّي خيار السلم في معالجة الأزمات.