لم تنفع الإنجازات الكبيرة التي حققها في مشاركاته الدولية المختلفة على مدار 15سنة، بطل المصارعة السابق محمد حشايشي، الذي دفعته المشاكل الاجتماعية إلى تطليق البساط، في الوقت الذي كان يتمتع بإمكانات تسمح له بإثراء سجله وسجل الرياضة الجزائرية بألقاب أخرى. "المساء" التقت به صدفة على هامش حفل تكريم المواهب الشابة لفرع المصارعة لباب الوادي، واستفسرته عن وضعه فرد قائلا: "أنا أول مصارع في الجزائر يتحصل على لقب قاري، لكن للأسف لم أتلق العناية اللازمة من القائمين على شؤون الرياضة، حيث أرغمتني المشاكل المتعددة على الابتعاد عن البساط". ولمن لا يعرف حشايشي محمد من الجيل الجديد، فهو من مواليد 1951، بدأ مشواره الرياضي ضمن نادي الابيار سنة 1966، تحت إشراف المدرب مسعودان مجيد مصارع دولي في فرنسا، وأول من ادخل رياضة المصارعة إلى الجزائر، لعب وتحصل على أول ميدالية فضية في أول مشاركة دولية له بالدار البيضاء (المغرب).. هذه النتيجة فتحت له أبواب التألق، حيث استفاد من خبرة المدرب الروسي سافنشكو (مدة 4 سنوات)، وهذا من خلال اتفاقية التعاون بين البلدين، وهذا ما زاد من عزيمة المصارع، الذي كان في مستوى الآمال المعلقة عليه، حيث تحصل على ميدالية برونزية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1974، وتربع على العرش الوطني من 1968 إلى 1983، كما احتفظ باللقب المغاربي لثلاث سنوات، إلى جانب المشاركة في أولمبياد 1980واحتل المرتبة الخامسة في كأس العالم التي جرت بالولايات المتحدةالأمريكية، إضافة إلى ألقاب أخرى. وأوضح حشايشي ل"المساء"، أنه كان يأمل في تقديم خبرته للأجيال اللاحقة، لكن المعنيين لم يبالوا بالأمر، وقال خاتما: "أصبحنا على الهامش و ليس بإمكاننا أن نحرك ساكنا".