توقف أمس، العمل بمقر البريد المركزي بوسط العاصمة، الذي تم تحويله إلى متحف، حيث أوصِدت أبوابه، مما فتح أبواب التساؤل لدى الزبائن الذين وجدوا صعوبة كبيرة في قضاء حاجياتهم المتعلقة بالتسديد الإلكتروني لمختلف الفواتير والتخليص وإرسال الحوالات البريدية، وغيرها من الخدمات البريدية، بعد تحويل مختلف الشبابيك من مقر البريد المركزي، إلى مقر مركز الصكوك البريدية المجاور ومزاحمة زملائهم، مما سيخلق اختناقا غير مريح للزبائن والمستخدمين على حد سواء. وقد لاحظت "المساء" أمس، أن مستخدمي البريد الذين حوّلوا تجهيزاتهم وحواسيبهم المكدسة بعضها بشباك الاطلاع على الحسابات البريدية، كانوا في حيرة من أمرهم، وكانوا ينصحون الزبائن بالتوجه نحو المراكز والمكاتب المجاورة ومنها عبان رمضان، حسيبة بن بوعلي، ديدوش مراد، خليفة بوخالفة وغيرها، لأن عملية وضع الحواسيب وترتيب المكاتب من جديد تستغرق أكثر من يومين على الأقل، وفي هذا الصدد ذكر أحد الموظفين للزبائن الذين توافدوا أمس، بكثرة على مقر الصكوك البريدية - الذي كان مخصصا فقط لسحب الأموال من الحسابات البريدية- أن العمل بالمقر القديم انتهى، لأنه تحوّل إلى متحف، وأن الأمور ستعود إلى نصابها بعد أيام. لكن الذي أثار تساؤلات الزبائن هو أن إدارة البريد لم تأخذ في الحسبان هذا "التحول" الذي كان يفترض أن يتم بطريقة لا تتأثر من خلالها الخدمات البريدية، ولا تتعطل بذلك مصالح المواطنين خاصة في شهر رمضان، والذين تفاجأوا أمس، بهذا القرار الذي تم تطبيقه حسب تعبير أحدهم ب«بطريقة ارتجالية"، وأن العديد منهم سيضطرون إلى البحث عن مراكز ومكاتب بريدية أخرى. وتأتي عملية غلق مقر البريد المركزي ذي المعمار المتميّز بعد سنة من إعلان الوزيرة السابقة للقطاع عن هذا المشروع، حيث أوضحت حينها خلال زيارة تفقدية للمكان أن "القرار اتخذ من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ويقضي بتحويل البريد المركزي إلى متحف سيسمح للزوّار باكتشاف تاريخ البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية في الجزائر". للإشارة فقد شرع الاحتلال الفرنسي في بناء (قصر البريد المركزي) سنة 1910 وتم استكماله في 1913، وأطلقت عليه آنذاك تسمية "البريد الجديد" قبل أن يتغيِّر اسمه إلى "البريد المركزي" بعد الاستقلال.