استطاع ابن مدينة قالمة؛ السيد غريب تقي الدين أن يفرض وجوده في عالم الإنشاد ولم يعقه في ذلك ضعف بصره الذي عوضه بالعزيمة والعمل، ليندمج مع فرقته الفنية ويقدم العديد من الإنتاجات التي لاقت إعجاب الجمهور... التقته "المساء" في إحدى ليالي رمضان الساهرة وأجرت معه هذا اللقاء. ^ عرفنا أكثر بغريب تقي الدين؟ ^^ ابن مدينة قالمة، ولدت فيها سنة 1995، أعتبر نفسي فنانا ملتزما اختار عالم الإنشاد مع فرقة حبيب الرحمن ، كما أنني قارئ للقرآن الكريم وطالب جامعي بكلية العلوم الإسلامية، جامعة أول نوفمبر 1954 في ولاية باتنة. ^ كيف كانت بدايتك مع الإنشاد؟ ^^ بدايتي كانت مع القرآن الكريم ومن خلال المسجد، فقد تربيت في بيت الله واجتهدت في حفظ كتاب الله العظيم منذ أن كان عمري عامين، وختمته سنة 2009 ولم يكن حينها يتجاوز عمري ال14 سنة، علما أن الحفظ كان برواية ورش عن نافع، عن طريق الأزرق، ونظرا لضعف بصري فقد حفظته سماعا على صوت شيخ المقرئين خليل الحصري، وكنت أقرأ من مصحف كبير أستطيع رؤية حروفه. من جهة أخرى، نشأت وأنا مولع بعالم الإنشاد وكنت أنشد في المسابقات والمساجد والحفلات هنا في ولاية قالمة، لكن معرفة الناس لي كمنشد لم تكن إلا بعد ختم القرآن الكريم... وفي سنة 2009، بدأت علاقتي مع الصحافة والإعلام، مما زاد من انتشار صيتي، بعدها التحقت بأول فرقة لي وهي فرقة "التواصل" وبعدها أصبحت منشدا في فرقة "الأريج" للإنشاد بولاية قالمة، ثم صرت منشدا لفرقة "حبيب الرحمن" مع المنشد عبد العالي مسيخ وعبد المالك زيداني، وهي فرقتي الحالية التي أتمنى أن أحقق معها أعمالا في المستوى، أضف إلى كل ما سبق فأنا رئيس ومنشد "فرقة أشواق المحبين" ^ بمن تأثرت من المنشدين؟ ^^ من بين المنشدين الذين تأثرت بسماعهم؛ المنشد الجزائري عمار الدح والمنشد أبو راتب وغسان أبو خضرة والمنشد الجزائري أبو الفدى، أما المنشدين الذين أحبهم وتأثرت بسماعهم والتعامل معهم وبأخلاقهم؛ المنشد الجزائري المرحوم توفيق بوراس والفنان الذي أعتبره أخا عزيزا على قلبي، وهو الآن مشرف على أعمالي الفنية الإنشادية التي أنتجتها والتي أنتجها الفنان عثمان بن ساعد من ولاية بشار وعلاقتي معه ليست علاقة إنشادية فحسب، بل هي علاقة عميقة ومبنية على حب وأخوة. ^ هل أنت ملم بمبادئ الموسيقى والمقامات؟ ^^ مهما يتعلم الإنسان، فإنه يبقى محدودا محتاجا للمزيد في أي مجال كان، فالفن بابه واسع بحكم، بالتالي خبرة 7 سنوات في ميدان الإنشاد علمتني الكثير، لكن يبقى الكثير الذي لا بد لي أن أتعلمه. ^ حدثنا عن مشاركاتك؟ ^^ الحمد لله كانت لي العديد من المشاركات في مهرجانات منها التنافسية (مسابقات بين الفرق) ومهرجانات استعراضية، كما أنني أحييت الكثير من الحفلات في العديد من ولايات الوطن الحبيب. ^ هل لديك ألبومات في السوق؟ ^^ لدي أعمال فنية عديدة لكن مسألة إنتاج ألبوم وطرحه في الأسواق تبقى غير مغرية، ليس فقط بالنسبة لي، لكن لأغلب المنشدين، لأن اليوتيوب والشبكات الإنشادية والقنوات الإذاعية والفضائية أغنت الجميع عن شراء الأقراص المضغوطة، بالتالي أصبح المنشدون يعرضون أعمالهم في "اليوتيوب" و«الفيسبوك" و الشبكات الإنشادية وغيرها مباشرة، فلدي، مثلا، أنشودة بعنوان "أمل الحياة" وقد تم تسويقها في الشبكة الإنشادية الأولى عالميا وهي شبكة "سما العالمية" ولاقت قبولا من طرف العديد من الناس لأنها تدعو للأمل والحياة. ^ كيف تقيم حال فن الإنشاد في الجزائر؟ ^^ الإنشاد بالجزائر في تطور مستمر لا ينقطع فيه الإنتاج خاصة فيما يتعلق بالفيديو كليب، وهناك العديد من الأعمال الجديدة والجادة والمتميزة، والحمد لله بعد ظهور القنوات التليفزيونية الجديدة أصبح المجتمع الجزائري يعرف ما معنى الإنشاد ويتذوق هذا الفن الهادف والراقي. ^ ماهي الصعوبات التي اعترضت مشوارك؟ ^^ واجهتني صعوبات كغيري من المنشدين والقراء، لكن تبقى حالتي استثنائية بحكم ضعف بصري، مما جعلني أجتهد أكثر وأثبت خطواتي في طريق مشواري، لكن يبقى العائق الكبير الذي يواجهني ويواجهه جميع المنشدين الجزائريين يتمثل في عائق الإمكانيات المادية. ^ ماهي طموحاتك ؟ ^^ طموحي الأسمى؛ دخول الجنة، أما عن الدنيا فطموحي أن أبلغ دعوة ربي بالقرآن والإنشاد، أحيانا أًسأل لماذا ينشد تقي الدين غريب؟ أجيب؛ أنا أنشد لأعيد الأمل لنفسي ولكل الناس. ^ كلمتك الأخيرة. ^^ أشكر جريدة "المساء" على هذا اللقاء، كما أقول لكل الناس؛ لا تدعوا الشيطان واليأس يزحف إلى قلوبكم، فالدنيا فانية وأشكر كل أصدقائي وأعضاء فرقتي فرقة "حبيب الرحمن" وتحية عطرة لكل سكان مدينة قالمة ووالدي وعائلتي غريب وزدوري وأقول لكل عشاق الفن الملتزم؛ انتظروني قريبا في عمل فني مميز على شبكة "سما العالمية".