اتجهت اهتمامات الأطفال عشية عيد الفطر المبارك بعد اقتنائهم لألبسة العيد، للتهافت على ما تعرضه الأسواق من ألعاب مختلفة أهم ما يميزها الترويج لثقافة العنف، وهو ما تعكسه المسدسات التي تقترب من الحقيقية من حيث شكلها والذخيرة المزودة بها، إلى جانب السيوف التي لقيت هي الأخرى إقبالا كبيرا بشهادة البائعين. اتجه اهتمام الأولياء عشية عيد الفطر المبارك إلى اقتناء بعض ألعاب الأطفال من بالونات وسيارات وكرات ملونة بأشكال وأحجام مختلفة ومسدسات تشبه تلك الحقيقية، مرفقة بذخيرتها وهي عبارة عن حبيبات صغيرة الحجم مصنوعة من البلاستيك الصلب إضافة إلى عرض مزامير و سيوف و دمى تعكس شخصيات عالمية وكرتونية، حسبما اتضح "للمساء" عند تجولها في بعض أحياء العاصمة على غرار الأبيار، حيث كان هنالك عدد من الأطفال يلوحون بالألعاب التي قاموا باقتنائها، غير أن فضولهم ولهفتهم جعلهم يقررون اللعب بها قبل حلول العيد كنفخ البالونات والتراشق بذخيرة المسدسات، أو بإجراء مبارزات بالسيوف. وعلى الرغم من خطورة بعض الألعاب على الأطفال، إلا أنها تلقى رواجا كبيرا في ظل غياب الآمر الناهي، وهو ما حدثنا به الطفل أمين الذي كان يبيع بعض الألعاب بالقرب من سوق الأبيار، متخفيا عن أنظار رجال الأمن حتى لا تصادر سلعته، حيث قال "بعدما كنت أبيع الديول، غيرت تجارتي مؤخرا بحكم أن العيد على الأبواب، ولأن هذه الألعاب تلقى رواجا كبيرا، قررت ربح بعض الدنانير". وحول أكثر الألعاب التي يتم بيعها، أكد أن الذكور وحتى الإناث "يميلون إلى اقتناء المسدسات التي يختلف سعرها حسب حجمها، فمثلا الكلاش قد يصل إلى 1000دج وعادة يقتنيه الأطفال بين 12 و14 سنة بينما المسدسات الصغيرة تتراوح أسعارها بين 300 إلى 350دج ويشتريها الأطفال ما دون ال10 سنوات، إلى جانب البالونات وبعض الألعاب المضيئة". من جهته، قال بائع آخر بسوق الحمادية ببوزريعة" إن العيد يرتبط ارتباطا وثيقا بألعاب الأطفال التي تنتعش قبيل العيد وبعده بأيام، حيث نبيع كل أنواع اللعب وتحديدا المسدسات التي يكثر عليها الطلب من فئة الذكور، "معلقا أنه على الرغم من خطورتها بالنظر إلى حجم الذخيرة التي إن حدث و أصابت العين أكيد ستتلفها، يتم بيعها لأن الطلب كبير عليها من جهة، ولأن الأولياء يقبلون على اقتنائها نزولا عند رغبة أبنائهم، ضاربين عرض الحائط بما يمكن أن تشكله من خطر". اقتربت "المساء" من بعض الأولياء لرصد آرائهم حول هذه الألعاب وتحديدا تلك التي تروج لثقافة العنف، فحدثتنا سيدة قائلة إنها لا تبالي لما يتم الترويج له المهم فرحة أطفالها يوم العيد، بينما سيدة أخرى أكدت أنها حاولت بكل الطرق تجنب شراء مسدس لابنها إلا أن تواجد هذه اللعبة بين أيدي أبناء الحي جعلها تقتنيها مرغمة. وفي المقابل، اشترطت عليه عدم استخدام الذخيرة المتمثلة في حبيبات صغيرة من البلاستيك التي يمكن إن تم تصويبها بالخطأ أن تتسبب في كارثة. فيما اختار كمال، رب أسرة كان رفقة طفليه شراء بعض السيوف المضيئة، وعلق قائلا: "أعتقد أن السيوف البلاستيكية أرحم من المسدسات، وألوم الجهات المعنية التي لم تكن حازمة لمنع بيع مثل هذه الألعاب التي تشكل خطرا على أبنائنا". وببلدية الشراقة، امتدت طاولات بيع ألعاب الأطفال على طول الطريق الرابط بين المركز التجاري، القدس والسوق الجواري للبلدية، حيث اصطف الباعة بعد الإفطار وكانت كل ألعابهم تضيء بألوان مختلفة للفت انتباه الأطفال وحملهم على الشراء، وقد تبين ل"المساء" أن القاسم المشترك بين كل هذه الطاولات هي المسدسات والسيوف والبالونات، غير أن الأكثر مبيعا حسب بعض الباعة الذين تحدثنا إليهم هي الأقنعة التي تعكس بعض الشخصيات المرعبة والمسدسات بموديلات مختلفة، إلى جانب السيوف. وعلى الرغم من أن أثمان بعضها مرتفع، إذ يصل سعر بعض المسدسات إلى 400دج والسيوف من الحجم الكبير ب 500دج، إلا أن الأولياء يقبلون على شرائها نزولا عند رغبة أطفالهم، بحجة أنهم لا يريدون إفساد فرحتهم بالعيد. الأولياء وحدهم من يتحمل مسؤولية ما يصيب أبناءهم من أخطار انتقد الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار البيع العشوائي للألعاب التي تروج للعنف. وقال في حديثه ل"المساء" إن مثل هذه الألعاب التي يجري التهافت عليها عشية العيد وبعده "تشكل خطرا على الأطفال لسببين، فمن جهة نجد أن بعض هذه الألعاب تغذي الأطفال بثقافة غربية تبعدهم عن ثقافتهم المحلية، إذ نجد بعضها تروج لأبطال أفلام أو مغنين أجانب في صورة جميلة ومشوقة تجعلهم يتطلعون لأن يكون مثلهم، أما الأمر الثاني فيتمثل في ما تحويه هذه الأخيرة من مواد مغشوشة تعرض مستعملها للعديد من المخاطر، دون أن ننسى أن بعضها يروج للعنف وينمي بداخلهم الشعور بالانتقام كالمسدسات التي تلقى إقبالا كبيرا من فئة الذكور". المطلوب اليوم ونحن نعيش فرحة العيد، يقول محدثنا "أن نؤكد على ضرورة تشديد الرقابة على مستوى المطارات والموانئ لمنع دخول بعض الألعاب غير التربوية التي تشكل خطرا على الابناء وتحديدا تلك التي تأتي من الصين، وبحكم أن أغلب الألعاب تباع بنقاط البيع الموازية، ندعو الجهات المعنية إلى محاربتها بتشديد وتضييق الرقابة عليهم عشية العيد، وأخيرا نحمل الأولياء مسؤولية الأخطار التي يتعرض لها أبناؤهم، كونهم من يبادر إلى شرائها أو تمكين أطفالهم من المال لاقتناء ألعاب تقل فيها شروط السلامة".