يحظى الأطفال الذين يصومون لأول مرة بغرداية، برعاية خاصة من قبل أوليائهم وأقاربهم، ويتلقون الكثير من الهدايا بتلك المناسبة. وقد جرت العادة بالمنطقة أن يبدأ الأطفال من ذكور وإناث الصوم طيلة شهر رمضان، فور وصولهم سن البلوغ بين الثالثة عشر والرابعة عشر سنة، وقبل إدراك ذلك السن يعودهم أولياؤهم على الصوم أياما معدودات، أو على أقل تقدير صوم يوم 27 رمضان، حسب قدرة الطفل واستعداده النفسي، كما يتوقف ذلك على مدى حرص الوالدين وعلى درجة التحفيزات والجوائز التي يخصصونها لأبنائهم... وعندما يبلغ الطفل بنتا أو ذكرا سن البلوغ، يبدأ أولياؤه بتعليمه الصلاة وأركانها بمراكز تعليم الصلاة للناشئة، التي أنشأتها جمعيات تعليمية خيرية لهذا الغرض، وفيها يتلقى الطفل مفهوم فريضة الصيام وأحكامه حتى يؤدي فريضته أحسن قيام دون إخلال بها. وبداية من اليوم الأول من شهر رمضان تخصص للصائم الجديد في العائلة مكانة خاصة في مائدة الإفطار، تقديرا لما بذله من تضحية وصبر لإتمام اليوم كله دون أكل وشرب. وينال الطفل الصائم نصيبا أوفر من اللحم من ذي قبل، وتعد له أكلة محلية لذيذة تشبه "الطمينة" في شكلها، وتتشكل من تمر معجون مع دقيق ودهن تجزأ إلى 30 قطعة حسب عدد أيام الشهر، يأكل منها يوميا قطعة في وجبة الإفطار إلى آخر يوم من شهر رمضان. الفرحة بالطفل الصائم لأول مرة، لا تبقى محصورة داخل الأسرة فقط، بل تمتد إلى الجيران والأقارب، حيث يمدونه بهدايا متنوعة من حلويات وألعاب وكتب وملابس ونقود، لإضفاء البهجة في نفس هذا الصائم، فيزداد تعلقا بالصوم وحبا له، ويحس بالمكانة العالية التي يحظى بها بعد دخوله عالم الكبار بفضل أدائه لفريضة الصوم. إن الرعاية الخاصة التي يميز بها الطفل الصائم لأول مرة، هي في الواقع عادة قديمة ورثها الآباء عن أجدادهم بغرداية، وهي تعبر عن حرص المجتمع على حسن تربية أبنائه التربية الإسلامية الصحيحة دون وعيد أو ترهيب، ولكن بالتحفيز والترغيب.