عاد هذه الصائفة، مطرب اللون الغنائي المغربي هواري عوينات إلى وهران، مسقط رأسه، بعد غياب في فرنسا فاق ال15 سنة، حيث شارك في إحياء حفلات فنية بدعوة من بلدية وهران، في إطار إحياء سهرات صيف الباهية، وبمناسبة نيل وهران شرف احتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 2021. التقينا به فكان لنا معه هذا الحوار. ❊ غادرت وهران منذ 15 سنة وأنت في قمة شهرتك، لتقرر العودة إليها هذه الصائفة؟ ❊❊— نعم قررت الهجرة خارج الوطن مرغما، ففي سنة 2001 تعرضت للتهديد، في وقت كانت تعيش بلادنا ظروفا صعبة، واستقر بي المقام في مدينة بوردو الفرنسية، حيث واصلت نشاطي الفني والحمد لله وجدت جمهورا قويا من الجالية المغاربية والعربية، احتضنني وشجعني، لكنني بقيت دائما أحن إلى مدينتي الباهية وجاء اليوم الذي كتب الله لي العودة إليها. ❊ كيف وجدت الساحة الفنية في وهران بعد غيابك؟ ❊❊— في الحقيقة، رغم أنني أعيش في فرنسا، إلا أنني بقيت مطلعا على كل ما يحدث في بلدي وبوهران بالذات، لاسيما من الناحية الفنية، وأتأسف كثيرا لما آلت إليه أغنية الراي خلال السنوات الأخيرة من سقوط حر أفقدها احترامها، بعدما راجت الأغاني الهابطة والخادشة للحياء لأذن المستمع، ولجوء بعض المنتجين إلى تسجيل سهرات فناني الراي التي يحيونها في الملاهي الليلية لتنتشر بين العائلات الجزائرية وفي أفراحهم أمام مرأى ومسمع الديوان الوطني لحقوق المؤلف. ❊ مديرية الثقافة حرمتك من المشاركة في مهرجان الأغنية الوهرانية، رغم اقتراحك الغناء مجانا، هل هذا صحيح؟ ❊❊— صحيح ففور وصولي إلى وهران وتزامنا مع انطلاق مهرجان الأغنية الوهرانية، اتصلت بمحافظة المهرجان للمشاركة، غير أن المكلفة بالبرمجة أخبرتني أنني تأخرت في الاتصال بالمحافظة. عندها اقترحت الغناء مجانا، فالمهم عندي لقاء جمهوري الذي افتقدته منذ سنوات، لكن طلبي قوبل بالرفض وقد ألمني هذا الرد كثيرا. ❊ هل خدمت الغربة هواري عوينات فنيا؟ ❊❊— إلى حد ما، لكن حبي لمدينة وهران التي غادرتها سنوات الجمر مرغما كان يشعل النار في صدري، منحتنى الغربة الإقامة المريحة ماديا، نعم، واشتغلت طيلة سنوات إقامتي في فرنسا مع الجالية المغاربية وحتى العربية التي تعشق الطابع الغنائي الذي أقدمه، والحمد لله، لكني حاليا أفكر في العودة إلى وطني والاستقرار في وهران. ❊ حاليا أنت مقل جدا في إنتاج الأغاني؟ ❊❊— هذا صحيح، لكن لا يعني أنني لا أملك الجديد بل عندي 3 ألبومات جاهزة تضم مختلف الطبوع الغنائية من الوهراني والمغربي وطابع الراي، ولأول مرة في مسيرتي الغنائية اخترت إحدى أغاني المرحوم الشاب حسني، رحمه الله، بعنوان "لو كان جات للصح"، لكن لم أحدد الوقت الذي سأطرحها في السوق بسبب الفوضى التى تعيشها حاليا الساحة الفنية في وهران، التي أصبحت تعج بأشباه الفنانين، أغلبهم يقدم فنا هابطا. ❊ هل يعنى أنك ناقم على وضعية الساحة الفنية بوهران؟ ❊❊— أغنية الراي الهابطة وجد أصحابها من مغنيين ومنتجين في وهران حرية تامة في نشرها، ضاربين عرض الحائط طبيعة مجتمعنا العربي المسلم والمحافظ، ولا أدري كيف يترك ديوان حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة الوضع يختلط فيه الحابل بالنابل، أين دور هذه المؤسسة الرقابي والردعي في حماية أذن المستمع الجزائري من الكلام الجارح الذي يتلفظ به مغنو الراي؟ إنها الفوضى التي تخلق مثل هذه الظواهر المشينة. ❊ كيف وجدت وهران بعد غياب طويل عنها؟ ❊❊— تغيرت وهران كثيرا منذ أن تركتها، فاجأتني الإنجازات الضخمة التي تجسدت بها وحولتها إلى مدينة متوسطية بامتياز، وهذا أسعدني وأشعرني بالفخر، وإحساسي كان يخبرني أن وهران ستفوز بتنظيم ألعاب البحر المتوسط لسنة 2021 منذ أن وطئت قدماي الجزائر، وأعتقد أن أهلها شاركوني نفس الإحساس، وما علينا الآن إلا العمل، كل في اختصاصه من أجل التحضير الجيد لهذا الحدث الرياضي الهام.