تجددت المواجهات أمس، بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بمحيط المسجد الأقصى المبارك الذي أصبح هدفا لمجموعات اليهود المتطرفين الطامعين لبسط سيطرتهم عليه، وإضفاء الصبغة اليهودية على واحد من أقدس المقدسات الإسلامية. وكعادتها اتهمت شرطة الاحتلال الفلسطينيين بأنهم كانواالسبّاقين لبعث البلبلة والتوتر بمحيط الأقصى برشقهم لعناصر الشرطة بعد أن منحتها حكومة الوزير الأول اليميني بنيامين نتانياهو، الضوء الأخضر لإطلاق النار على أطفال الحجارة دون تردد. وحتى وإن ساد هدوء حذر مدينة القدس المحتلّة، إلا أن مظاهر التوتر تبقى قائمة في ظل مواصلة مجموعات المستوطنين المتطرفين اقتحاماتهم المتكررة لباحات أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وتدنيسه بدعوى إحياء طقوسهم الدينية والاحتفال بأعيادهم اليهودية أمام مرأى المصلين والمرابطين بداخل المسجد الأقصى الذين لم يدّخروا جهدا في الدفاع عن قبلتهم الأولى ولو كان على حساب التضحية بحياتهم فداءا لها. وهو ما أكده الشيخ كمال الخطيب، الرقم الثاني في الحركة الإسلامية العربية الإسرائيلية التي أخذت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن الحرم القدسي، الذي أكد بأن "الأقصى مكان مقدس ولكنه أيضا رمز بالنسبة للفلسطينيين وكل العرب والمسلمين". وتقود هذه الحركة منذ عقدين من الزمن حملة لنصرة المسجد المبارك تحت عنوان "الأقصى في خطر"، لكن الشيخ الخطيب أكد أمس، أن هذا العام الأقصى في خطر كبير. من جانبه حذّر الشيخ خيري اسكندر، عضو الحركة الإسلامية من مخطط التقسيم الزماني والمكاني الذي تسعى إسرائيل فرضه على أولى القبلتين ضمن مسعى لاستيلاء عليه نهائيا. وبالتزامن مع عودة التوتر إلى المدينة المقدسة اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 13 فلسطينيا بالضفة الغربية والقدس المحتلتين. وأكدت مصادر فلسطينية اعتقال ستة فلسطينيين من بلدة حلحول في شمال محافظة الخليل وستة فلسطينيين من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلّة، وحولتهم إلى أحد مراكز الإيقاف والتحقيق في القدس. وحسب تقديرات نادي الأسير الفلسطيني، فقد اعتقلت قوات الاحتلال 150 فلسطينيا بالقدس المحتلّة في الفترة ما بين ال13 و22 سبتمبر الجاري، أغلبيتهم من القصر والأطفال. وفي سياق متصل أكد عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أن إضراب الأسرى الإداريين "دخل مرحلة حرجة وصعبة" بعد 40 يوما من إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجا على الاعتقال الإداري التعسفي. وقال المسؤول الفلسطيني إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي "تمارس على الأسرى ضغوطا وأساليب قمعية لكسر إرادتهم وإضرابهم". وأضاف أن "جميع المضربين البالغ عددهم 17 أسيرا يقبعون في زنزانات انفرادية وقد تدهورت صحة سبعة منهم بشكل خطير في ظل استمرار مصلحة السجون رفض نقلهم إلى المستشفيات". وأعرب المسؤول الفلسطيني عن قلقه الشديد إزاء تدهور صحة هؤلاء الأسرى، حيث أكد أنهم أصبحوا غير قادرين على الحركة والوقوف ويعيشون في ظروف صعبة"، لافتا إلى أن حكومة إسرائيل ترفع شعار "إما أن يموت الأسرى أو يتوقف الإضراب". ودعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، إلى تحرك واسع على كافة المستويات الشعبية والجماهيرية والسياسية والدولية لإنقاذ حياة المضربين والضغط لوقف قانون الاعتقال الإداري الجائر. وبينما حذّر من تداعيات المخاطر المترتبة عن استمرار الإضراب وعدم المبالاة الإسرائيلية بمطالب المضربين وأوضاعهم الصحية، أكد قراقع، أن موجة كبيرة من الأسرى ستنضم للإضراب في الأسبوع القادم. وهو ما جعل هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، تتهم حكومة الاحتلال بالسعي لقتل الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم الإداري من خلال رفضها نقلهم إلى المستشفيات بعد تدهور أوضاعهم الصحية بشكل كبير، بعد إضراب مفتوح عن الطعام دخل اليوم يومه الواحد والأربعين.