عبّر رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، السيد علي حداد، عن ارتياحه العميق للإجراءات التي خلص إليها مجلس الوزراء المنعقد الأسبوع الماضي، خاصة تلك المتعلقة ببعث المحادثات لمراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن المنتدى قد سجل عدم توازن في المبادلات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، في حين تضررت قطاعات جراء هذا الاتفاق الذي صعب على المؤسسات الجزائرية ولوج السوق الأوروبية بسبب عراقيل جمّة. وأكد الرجل الأول في "الافسيو" أمس، في لقاء جمعه بمستثمري ولاية الوادي، بدار الثقافة محمد الأمين العمودي، أن الحكومة برهنت اليوم أنها جادة في مساعيها الرامية إلى انعاش الاقتصاد وتحريكه بشكل قوي لمواجهة أزمة البترول، والدليل تلبيتها للعديد من المطالب والنقاط التي تم إدراجها في اللائحة التي رفعها المنتدى شهر جويلية المنصرم، للوزير الأول عبد المالك سلال، والتي تضمنت حلولا ملموسة ومدروسة لبعث الاقتصاد الوطني، حسب علي حداد، الذي قال إن من بين هذه المطالب تلك المتعلقة بمراجعة اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وبحماس كبير، عبّر علي حداد، عن قناعته العميقة بقدرة الجزائريين على رفع التحدي شرط أن تتضافر جهود الجميع، وترفع جميع العراقيل والصعوبات التي تقف حجر عثرة أمام المستثمرين ورجال الأعمال المحليين والأجانب، مضيفا أن الهزّة التي سببتها أزمة البترول هي شيء ايجابي، لأن الوضع فتح قنوات التواصل بين الحكومة والمتعاملين. ووجه تحذيرا إلى الأطراف التي تسعى إلى إحباط عزيمة الجزائريين بالقول إن مساعيهم لن تجدي نفعا في إشارة منه إلى بعض العناوين والقنوات الاعلامية التي تمرر رسائل كاذبة عن الوضع في الجزائر، داعيا في السياق إلى الكف عن تمرير المغالطات التي وصفها ب"الخرطي"، والحديث بالبرهان والدليل وفيما عدا ذلك فلا مجال لكل من هب ودب للحديث عن وضعية الجزائر واقتصادها، مضيفا أن كل المشوشين يستفيدون من مزايا النظام وامتيازاته. وذكر حداد، بالتقدم الكبير الذي عرفه المنتدى الذي كان يضم 200 عضو على الأكثر لينتقل العدد إلى 800 منخرط في ظرف قياسي وأزيد من 1300 مؤسسة، مطمئنا الحضور بأن عملية تعيين المندوبين من العاصمة ما هو إلا إجراء ظرفي، مؤكدا أنه سيتم الشروع في انتخاب مندوبين بداية شهر مارس القادم بطريقة شفافة. من جانبهم استغل المتعاملون مستثمرو الولاية فرصة اللقاء التي حضرتها السلطات المحلية يتقدمهم والي الولاية السيد محمد بوشمة، وطرحوا جملة من المشاكل التي تعترض الاستثمار في الولاية يتقدمها مشكل المصادقة على المنتجات المحلية وتمكينها من شهادات مطابقة لتمكينها من ولوج الأسواق الدولية، ويتعلق الأمر بمادة التمر التي لا تكاد تدخل الأسواق الدولية إلا عبر قنوات أجنبية تملك المصادقة، إلا أن الأمر ينعكس سلبا على سمعة المنتوج المحلي الذي سيفقد مكانته حتى محليا. وفي رده عن هذا الانشغال بالذات، أكد علي حداد، أن عملا جادا يتم حاليا بين المنتدى والحكومة بغرض إنشاء هيئة مصادقة معترف بها دوليا ومن قبل الهيئات الدولية المعروفة في مجال منح شهادات المصادقة، مضيفا أنه تم في السياق ومنذ شهرين تحديدا جلب خبراء أوروبيين لإجراء دراسة حول مضامين الهيئة وملامحها الأساسية، وقد تكفل المتعامل الريادي للهاتف النقال "موبيليس" بتمويل الدراسة التي ستكون جاهزة قريبا. للإشارة فتح منتدى رؤساء المؤسسات مندوبيته الأولى بالجنوب الكبير انطلاقا من ولاية الوادي، حيث تم تعيين السيد العيد مفتاح، مندوبا عن "الافسيو" بالوادي، التي يعول عليها كثيرا في تجسيد مخطط الحكومة الهادف إلى تنمية القطاع الزراعي، وهي التي تحولت بفضل جهود الدولة إلى قطب فلاحي بامتياز، وأعطت مفهوما واقعيا عن التنمية والاستثمار المحلي الخلاق للثروة ومناصب الشغل.