استمتع الجمهور الغفير الذي أمّ المسرح الجهوي لعاصمة روسيكادا في سهرة أوّل أمس في إطار فعاليات الطبعة الخامسة لليالي سكيكدة للموسيقى الأندلسية بباقة من الأغاني الرائعة المستمدة من التراث العربي الأندلسي قدمتها فرقة جمعية "غرناطة" لمدينة تلمسان التي أبدعت فأطربت أسماع الحضور بمقتطفات من نوبة "رمل المايا" حيث صالت وجالت بهم في عمق التراث العربي الأندلسي بأداء متميز ومتناسق ثم تلتها بحوزي بعنوان "نار أهواكم في الدليل تلهب ألهيب" شعر المرحوم ابن سهلة، لتختمها بمجموعة من المدائح الدينية التي لها صلة وثيقة بهذا الشهر المبارك.. وأشار السيد محمد حمدي رئيس الجمعية خلال دردشة جمعته ب"المساء" إلى أنّ جمعية "غرناطة" لمدينة تلمسان التي يعود تاريخ تأسيسها إلى أبريل 1994 على يد مجموعة من المثقفين وعلى رأسهم المرحوم جلول بن قلفاط تعدّ من بين الجمعيات الوطنية القليلة المتخصّصة في الفن التي تملك نظاما بيداغوجيا متخصّصا في الغناء التقليدي والذي يضم 03 أطوار، الابتدائي والمتوسط والأعلى، حيث يستفيد من هذا النظام حوالي 100 تلميذ بالإضافة إلى هذا اهتمامها بالبحث سيما في مجال الموسيقى العربية الأندلسية والحوزي ولكل ما هو مستمد منهما كالمديح الديني..وحسب المصدر نفسه فإنّ للجمعية إصدارات وتتمثّل في أقراص مضغوطة في نوبة "الحسين" و"الزيدان" و"الديل"، كما أنّها بصدد التحضير لإصدار أعمال فنية أخرى. السهرات الرمضانية التي ضبطتها مديرية الثقافة لولاية سكيكدة أنعشت الفعل الثقافي والفني بعاصمة روسيكادا، مما أعطى لسهرات رمضان نكهة مميّزة خصوصا وأن العائلات السكيكدية أمام الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة منذ دخول شهر الصيام الجاري أضحت تفضّل التوجّه إلى المسرح، للاستمتاع بالكوكتيل المتميّز من البرنامج الذي أعدّ بمناسبة هذا الشهر الفضيل.