شدّد وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية، السيد عمار غول، أمس، على ضرورة استغلال 20 إلى 30 بالمائة من استثمارات المهنيين لتموين حملات الإشهار لمنتجاتهم التي بلغت درجة التنافسية والنوعية، داعيا العارضين الوطنيين بالصالون الدولي للتجهيزات والخدمات الفندقية، إلى ضرورة استقطاب شركائهم الأجانب لفتح وحدات إنتاجية بالجزائر، متعهدا بمرافقتهم ودعمهم لبلوغ مستوى الاحترافية. تعهّد وزير السياحة، خلال إشرافه على افتتاح الطبعة ال 10 للصالون الدولي للتجهيزات والخدمات الخاصة بالفنادق والمطاعم بخيمة الهيلتون، بإعطاء الأولوية لكل ما له علاقة بالخدمات السياحية، مطالبا أصحاب الشركات المختلطة بضرورة استقطاب شركائهم الأجانب؛ قصد فتح وحدات إنتاجية بالجزائر والاستفادة من مختلف إجراءات الدعم المقترحة من طرف الحكومة. كما استعرض غول على العارضين الأجانب استراتيجية الحكومة، التي أولت أهمية كبرى لقطاع السياحة، داعيا إياهم إلى تنويع استثماراتهم، والتحول من مؤسسات ممونة للعتاد والخدمات إلى مؤسسات منتجة؛ من خلال فتح وحدات للتصنيع، وتكوين اليد العاملة الجزائرية. ولدى تفقّد جناح مؤسسسة "إيدرو كونسابت" المتخصصة في مجال العتاد الخاص بالخدمات الحموية، حرص الوزير على وجوب توفير أحدث المعدات للفنادق الجزائرية، مع التفكير في التعاقد مع المحطات الحموية لعصرنة خدماتها؛ تماشيا وطلبات السياح المحليين والأجانب واقترح غول على الشركات الأجنبية التي تشارك لأول مرة في الصالون، عقد صفقات شراكة مستدامة سواء مع رجال أعمال أو مؤسسات فندقية ومطاعم، لتدعيمها بالعتاد الذي يتماشى والرهانات المرفوعة للنهوض بالسياحة الجزائرية. من جهتهم، أبدى العارضون اهتماما كبيرا بالسوق الجزائرية التي تُعتبر واعدة بالنظر إلى الخدمات السياحية المقترحة والمشاريع الكبرى التي تم إطلاقها خلال السنوات الفارطة. على صعيد آخر، أكد عمر غول أن المنتجات المحلية بلغت مستوى عاليا من النوعية والجودة، وهي تستحق اليوم كل التنويه والتقدير من طرف الوزارة الوصية، التي تتعهد بمرافقة المصنّعين للتحول إلى التصدير مستقبلا، خاصة فيما يخص المنتجات الحرفية التي سيتم حمايتها من الغش والتقليد؛ من خلال اعتمادها لدى الهيئات الرسمية، وتسهيل إجراءات الحصول على الملكية الفكرية. كما استغل الوزير الصالون للكشف عن انطلاق أشغال إنجاز 1400 مشروع سياحي، وهو ما يتطلب من الصناعيين التحضير لإنجاز طلبات المستثمرين، خاصة بعد الشروع في تطبيق مراسلة الوزير الأول، القاضية بمنع استيراد المنتجات المصنّعة محليا، في حين يُتوقع خلال هذه السنة انطلاق الأشغال لإنجاز 2500 مشروع سياحي. وفيما يخص قرار الوزارة الخاص باستغلال المنتجات الحرفية في تزيين الفنادق والمطاعم، حرص غول على ضرورة إدخال "روتوشات" على الأثاث المصنّع ليحمل مواصفات المنتوج التقليدي، ويبرز التنوع الثقافي الجزائري، مجددا تأكيده على أن تصنيف الفنادق والمطاعم وحتى الوكالات السياحية سيكون مبنيا على كيفية استغلال المنتجات الحرفية في التزيين، وإدخال الأطباق التقليدية في قائمة الأطباق المقترحة عبر كل المطاعم. ومن بين المقترحات التي عرضها الوزير على المؤسسة المنظمة للصالون الذي شهد هذه السنة مشاركة 250 عارضا، ضرورة إضافة جناح خاص بالتكوين خلال الطبعات المقبلة؛ قصد الرفع من أداءات العمال في القطاع السياحي، والكشف عن جديد مهن الفندقة والإطعام. الوزير كشف في الأخير عن جملة من الاقتراحات التي رُفعت إلى وزارة المالية قصد استحداث شباك موحد عبر كل المطارات والموانئ ومعابر الحدود، لتسهيل الإجراءات الإدارية وصرف العملة الصعبة، وهو ما يدخل ضمن مشروع إنجاز الممر الأخضر للسياح.