لا تزال العائلات القاطنة بشارع 17 جوان، تنتظر ترحيلها منذ أكثر من سبع سنوت، في وقت لا يزال الخطر يهدد العديد من السكان، لا سيما الأطفال منهم··· طالبت 17 عائلة تقطن ببنايتي الإخوة حنوسي جمعة بالبليدة، على غرار التسع عائلات الساكنة ببناية بن عيسى زيتوني، السلطات بإنقاذها من الخطر المحدق بها جراء تضرر بناياتها المهددة بالانهيار في أية لحظة· وقد أعرب السكان عن تذمرهم من الوضعية السيئة التي يعيشونها، خاصة بعد زلزال 2003، وهو التاريخ الذي تحولت فيه حياتهم الى جحيم، حيث تشهد غرفهم يوميا سقوط أجزاء من الأسقف المشيدة من القصب والقرميد، مع انهيار السلالم، فضلا عن تشقق الجدران وتآكل أساسات البناية، الأمر الذي جعلهم بعيشون خطرا حقيقيا وقد تزداد معاناتهم مع حلول فصل الشتاء، حيث تتسرب مياه الأمطار الى الداخل عن طريق التشققات الموجودة بالغرف، مما يحول المكان الى سيول من المياه المتدفقة من كل الجوانب، في الوقت الذي أصيب معظم الأطفال بالحساسية والربو لكثرة الرطوبة، ناهيك عن بقية الأمراض، جراء انعدام النظافة والانتشار الرهيب للحشرات والجرذان مع ارتفاع درجة الحرارة صيفا، وعلى الرغم من المراسلات العديدة والشكاوى المتكررة التي قاموا بإيداعها لدى السلطات المعنية، والتي استلمت "المساء" نسخا منها، غير أنها على حد تعبيرهم لم تلق ردودا ولا أجوبة مقنعة، الأمر الذي أثار سخط العديد منهم، حيث يظلون يكابدون أوضاعا أقل ما يمكن وصفها به، أنها قاسية، خاصة مع انعدام كل ضروريات الحياة الكريمة·· ونحن نجول بهذه البنايات، شدت انتباهنا المراحيض المنشأة على مستوى غرفة النوم والمطبخ بعدما كانت جماعية، وهو ما تسبب لسيدة كشفت لنا عن ملفاتها الطبية بأمراض تنفسية مزمنة، وهذا بعدما أصبح المرحاض على مستوى المطبخ· مضيفة أنها لا تملك حلا ولا خيارا لها في ذلك، خاصة وأنها لا تأمن المكان على أطفالها الأربعة··· كما استوقفنا منظر تلك الخيوط الكهربائية المتشابكة، وهو ما جعلهم يعايشون الخطر، حيث تعرض أحد السكان لصعقة كهربائية أصيب من خلالها بإعاقة على مستوى اليد اليمنى، فضلا عن اهتراء السلالم التي شهدت عدة حوادث منها مميتة، فقد لقيت طفلة ذات أربع سنوات حتفها، بالإضافة إلى سقوط الشاب مراد البالغ من العمر 31 سنة نزل ضيفا عند أحد أقربائه، حيث أصيب بجروح بليغة مكث إثرها بالمستشفى لمدة عشرة أيام·· وفي ظل هذه الحوادث الأليمة، فقد عمي جيلالي هو الآخر رجله اليمنى، حيث تم بترها بمستشفى الدويرة، وهذا جراء إصابته بوخزة مسمار··· الوضع لا يختلف ببناية بن عيسى زيتوني، حيث تبقى معاناة السكان مستمرة والخطر قائم، حيث أعربت الحاجة الزهرة البالغة من العمر 70 سنة والمقيمة بهذا المنزل منذ عام 1962، عن استيائها·· مستعرضة حدث سقوط جارتها من أعلى السقف لتقع على أرضية المطبخ، وقد أصيبت بجروح وبعاهة على مستوى الرجل، حيث وقفت "المساء" على هذه المشاهد والتقطت صورا لها·· وللاستفسار عن دور مصالح المراقبة التقنية، فقد أوضح السكان أنها حضرت العالم الماضي بطلب منهم وصنفت البنايتين المهددتين بالانهيار ضمن الخانة الحمراء· مضيفين أن السلطات لم تتخذ الإجراءات اللازمة لترحيل هؤلاء السكان، لكون هذه البنايتين تابعة للخواص··· وبالرغم من خطورة الوضع بهما، إلا أن ملاكها قاموا ببيع بعض الشقق لهؤلاء السكان، في حين يبقى البعض منها مؤجرا لبعض العائلات· وفي ظل هذه الظروف التي يتقاسمها السكان، تبقى آمالهم في حل هذا المشكل معلقة تنتظر تدخل السلطات· *