طالب الديوان الوطني للحج والعمرة أصحاب الوكالات السياحية الخاصة ال60 المنتقاة لتنظيم موسم الحج، بالتكفل بكافة الإجراءات الإدارية المتعلقة بالحجاج المسجلين لديهم نيابة عنهم وبدون مقابل، وذلك تثمينا لمسار التحضير المبكر للموسم، والذي بلغ مراحل متقدمة توحي بنجاحه وتميزه هذه السنة بعد أن تم استكمال عمليات التسجيل الإلكتروني والفحوصات الطبية، فيما قام أزيد من 14 ألف حاج من أصل 28800 حاج بدفع تكاليف الحج المقدرة ب 37 مليون سنتيم إلى غاية نهاية الأسبوع المنصرم. حرصا على الارتقاء بمستوى الخدمة والأداء وجعل خدماتها كفيلة بخدمة الحجاج الميامين وتحقيق موسم ناجح ومتميز، دعا الديوان الوطني للحج والعمرة أصحاب وكالات السياحة والأسفار المنظمة لموسم الحج القادم، إلى التكفل بكافة الإجراءات الإدارية المتعلقة بالحجاج، ومنها دفع تكلفة الحج على مستوى فروع بنك الجزائر، وكذا قيمة تذكرة السفر بحساب شركة الخطوط الجوية الجزائرية، التي ستفتح عملية البيع بداية من 24 ماي الجاري واقتناؤها لصالح الحجاج مع استكمال إجراءات الحصول على التأشيرة على مستوى الدوائر أو الولايات المتواجدة بها مقرات وكالتهم، مع الإشارة إلى الإجراء الجديد الذي تم استحداثه من أجل التخفيف عن الوكالات وتفادي تأخير رحلات الانطلاق، والمتمثل في اقتناء تذاكر السفر قبل الحصول على التأشيرة. عقود نجاعة لتقييم الوكالات الوكالات السياحية الخاصة التقت أمس في اجتماع توجيهي في دار الإمام بالمحمدية بالعاصمة، بوزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى والمدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة يوسف عزوزة، مطالبة أيضا، طبقا لتوجيهات الهيئات الوصية، بالحرص على توثيق العقود في المسار الإلكتروني لتنظيم عملية الحج في الآجال المحددة قبل 30 جوان القادم، وتنظيم الحملات التحسيسية والنوعية لصالح الحجاج المسجلين لديهم مع الالتزام بإعطاء المعلومات الصحيحة للحجاج والابتعاد عن الإعلانات الإشهارية الكاذبة. كما يتعين عليها أيضا تسليم عقد النجاعة الذي وقّعته بمناسبة اللقاء التوجيهي مع الديوان الوطني للحج والعمرة قبل 5 جوان المقبل، على أن يتم تقييمها في نهاية موسم الحج تبعا لمعاينات اللجان الخمس المكلفة بالمتابعة والمراقبة في الميدان، وذلك تنفيذا لبنود عقد النجاعة المكمل لدفتر الشروط. 60 وكالة خاصة تؤطر 60 بالمائة من الحجيج بخلاف السنوات الماضية فقد تم منح الوكالات الخاصة للسياحة والأسفار حصة أكبر في التكفل بالحجيج الجزائريين، فيما اكتفى الديوان بحصة 40 بالمائة فقط (12440 حاجا) من العدد الإجمالي للحجاج المقدر ب28800 حاج، يتم التكفل بهم عبر وكالتين عموميتين هما الديوان الوطني للسياحة والنادي السياحي، فيما تتكفل الوكالات السياحية الخاصة بنقل 60 بالمائة من العدد؛ أي 16360 حاجا، تم توزيعهم على الوكالات وفقا لقدراتها في تسيير العملية؛ حيث تتكفل بعضها ب130 حاجا، فيما يتولى البعض الآخر تأطير 260 حاجا، وتتكفل بعض الوكالات الأخرى ب520 حاجا. وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى ثمّن تنامي علاقة التعاون بين الجهة الوصية والوكالات السياحية الخاصة، معتبرا التجاذب الذي كان بين الوزارة والوكالات "وضع ولّى ولن يعود في ساحة التعاون بين الطرفين". وتعهد في هذا الإطار بتوسيع قاعدة الوكالات الخاصة في تنظيم الحج خلال السنوات المقبلة؛ حيث ذكر في هذا الشأن: "كلما نجحت الوكالات في مهمتها كلما كان ذلك سببا في إقناع إضافي يدفع لفتح المجال أمام وكالات أخرى"، مشيرا إلى أن هذا المسعى يهدف إلى بلوغ مستوى المهنية الحقيقية في تنظيم الحج، وترقية أداء وعمل الوكالات السياحية لتمكينها من تحسين الخدمات التي تقدمها في مجال ترقية السياحة في الجزائر بشكل عام، والسياحة الداخلية خاصة. وإذ ذكر بأن الجزائر ستعود إلى حصتها الأصلية من الحجاج والمقدرة ب40 ألف حاج بداية من العام المقبل، طبقا للوعود التي قدمتها السلطات السعودية، شدد ممثل الحكومة على ضرورة تجسيد كل معاني حج الكرامة بالنسبة للحجاج الجزائريين، من خلال العمل على جعلهم يحسون بأنهم غير منقوصين ولا مستغَلين في مالهم ولا محتقَرين.. عيسى يشدد على تجسيد حج الكرامة واستطرد الوزير في هذا الإطار، أن حج الكرامة يعني العلاقة التفاعلية وجوّ الأخوة، الذي ينبغي أن يسود بين الحجاج ومؤطريهم، مؤكدا أن هذا الجو لا يتحقق إلا بالإنصات والمرافقة الجيدة، والشعور بالمسؤولية والواجب من قبل كل من المؤطر والحاج نفسه، والذي يتعين عليه، حسبه، أن يشعر بواجب الالتزام والتحلي بثقافة الاتصال والتواصل. بالمناسبة، ثمن محمد عيسى التنفيذ الجيد للمخطط الوطني التحضيري لموسم الحج 2016، الذي انطلقت فيه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مبكرا بالتنسيق مع وزارات أخرى. وأشار في هذا السياق إلى أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية، بدأت بالخطوة الأولى بالتسجيل الإلكتروني من البيت، حيث قام أزيد من 900 شخص بالتسجيل في قرعة الحج عبر الإنترنيت، وبلغت نسبة المقبولين من ضمن هؤلاء 30 بالمائة، فيما قام بنك الجزائر مبكرا أيضا بالعمل الثاني، المتمثل في عملية استلام مستحقات الحج، في عملية متواصلة سمحت إلى غاية 19 ماي الجاري ل 14588 حاجا، بدفع تكلفة الحج التي تم تحديدها في 17 مارس الماضي، ب37 مليون سنتيم، (بدون احتساب سعر تذكرة السفر المقدر ب 12 مليون سنتيم). الجهد الثالث الذي تم تجسيده مبكرا هذا العام، تكفلت به وزارة الصحة من خلال عمليات الفحص الطبي والتطعيم ضد الأمراض، وسجلت الجزائر هذه السنة اسمها كأول دولة تقوم بنقل عيّنات من الحمض النووي؛ في عملية تُعد الأولى من نوعها، وتهدف إلى ضمان للتعامل السريع مع أي طارئ قد يحدث. بيع التذاكر بداية من 24 ماي والإسكان الإلكتروني بعد رمضان من جهتها، سجلت وزارة النقل عن طريق شركة الخطوط الجوية الجزائرية حضورها في التحضير المبكر لموسم الحج؛ من خلال الاستباق إلى التفاوض مع هيئة الطيران السعودي حول الحصص وبرنامج رحلات موسم الحج، الذي سيتم الإعلان عنه في شهر رمضان المقبل، على أن تشرع الشركة في بيع التذاكر بداية من 24 ماي الجاري، في حين تنحصر العملية المتبقية، حسب الوزير، في عملية الإسكان الإلكتروني. ويُرتقب أن يشرع الديوان الوطني للحج والعمرة في هذه العملية بعد شهر رمضان، تفاديا لتزامن توقيتها مع عملية بيع التذاكر من قبل الخطوط الجوية الجزائرية، وكذا عملية تسليم الجوازات والتأشيرات من قبل وزارة الداخلية. عملية الإسكان الإلكتروني حققت نتائج استثنائية العام الماضي، "حيث تم التمكن من إسكان 260 حاجا في وقت قياسي لم يتعد الساعة ونصف الساعة، فيما كانت العملية تتطلب في السابق 6 ساعات مع الإزعاج بإغلاق الطريق أمام المارة"، وفقا لتصريحات الوزير. وستعرف العملية هذه السنة تحسينات جديدة لاجتناب النقائص التي تم الوقوع فيها في موسم الحج الفارط، وذلك بإدخال التخصيص الجهوي في العملية، "حتى يعلم الحاج من سيكون معه، ونضمن بالتالي التقارب بين الحجاج المقيمين في نفس الغرفة". المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة يوسف عزوزة، أكد من جهته، أن التحضير المبكر لعملية الحج هذا العام، يجنّب التأخير في الرحلات وضمان توازنها، وأوضح أن الارتفاع الطفيف في تكلفة الحج مرتبط أساسا بسعر الصرف لا غير، متعهدا بضمان خدمات أرقى للحجاج الذين يستفيدون هذه السنة من خيم أوربية ذات جودة عالية، مع استبدال السجاد الذي كانوا ينامون عليه بتجهيزات "الصوفاباد" المريحة. كما دعا الديوان أصحاب الوكالات الخاصة إلى تخصيص ألبسة موحدة للحجاج الذين يتكفلون بهم، وذلك بغرض ضمان تنظيم أحسن. انطلاق القافلة الوطنية للحج المبرور أعطى وزير الشؤون الدينية والأوقاف على هامش إشرافه على اليوم التوجيهي لوكالات السياحة والأسفار المكلفة بتنظيم الحج، الإشارة الرسمية لانطلاق قافلة الحج المبرور، معلنا عن الانطلاقة الفعلية في مرحلة العمل التحسيسي الميداني. وستحط هذه القافلة رحالها ب 14 ولاية عبر الوطن، على أن تكون البداية يوم غد الإثنين بولاية غرداية، ثم ورقلة في 25 ماي، وتمنراست في 23 ماي الجاري. وتحمل هذه القافلة مجسمات للحرم المكي ومختلف الشعائر التي يمر عبرها الحاج، ويرافقها مؤطرون وأئمة وأطباء سيتولون عملية شرح مناسك الحج للحجاج المعنيين بهذا الموسم، حيث سيتم إجراء تمارين تطبيقية، يتلقى خلالها الحاج المشارك المعارف الضرورية التي تساعده على تأدية المناسك على أكمل وجه. وبالمناسبة، دعا الوزير إلى التفكير في جعل هذا التمرين إجباريا بداية من العام القادم، مع تزويد المشاركين بشهادات تبرز تفوقهم في التمرين، كما دعا إلى ترقية الصالون الوطني للحج الذي يعتزم الديوان تنظيمه في شهر رمضان، عبر مطارات إقلاع الحجاج (الجزائر، وهران، قسنطينة، عنابةوورقلة) للتعريف بكافة الخدمات المقدمة له، بشرائط مصورة بيداغوجية تفيد الحجاج في التعرف على كيفية تأدية المناسك.