أكذ مدير قسم الزلازل بمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والأرضية ببوزريعة، الدكتور بلجودي حمود، ل"المساء" أن الحركة الزلزالية التي حدثت بمنطقة الميهوب في ولاية المدية تدخل في إطار النشاط العادي، لمنطقة شمال البلاد المعرضة لمثل هذه الظاهرة، كونها تقع في واجهة منطقة تصادم الصفيحتين الإفريقية والأوروآسيوية، داعيا إلى عدم تصديق الإشاعات التي تعيد الزلزال إلى عوامل فلكية أو مسطحات مائية، واحترام فقط قوانين البناء ووضع الأثاث في البيت، ومعرفة التصرف مع الزلزال. وقال الخبير إن المركز يسجل يوميا معدل 3 هزات أي 100 هزة شهريا، لأن شمال الجزائر عرف منذ قرون حدوث زلازل قوية هلكت آلاف البشر وهدمت مدنا بأكملها كالجزائر العاصمة التي تزلزلت لأول مرة في 2 جانفي 1365، ثم في 1716 حيث دكّ الزلزال مدينة الجزائر، ليقوم الأتراك حينها بإعادة بناء القصبة ابتداء من 1717، وتم تطبيق أولى معايير البناء المضاد للزلزال، مضيفا أنه في 1790 حدث زلزال قوي بمدينة وهران التي كان يسيطر عليها الإسبان وأدى إلى هلاك آلاف الجنود. واغتنم الجزائريون حينها الفرصة للانقضاض على البعض الآخر، مما جعل الإسبان يعودون إلى بلادهم. الدكتور بلجودي أفاد بأن ما حدث من زلازل في عدة مناطق بشمال البلاد كبجاية، تيبازة، حمام ملوان وغيرها ناتج عن وجود انكسارات وتصدعات حدثت من قبل بالقشرة الأرضية على عمق يزيد عن 30 إلى 40 كلم تحت سطح الأرض. وأن الصفيحة التكتونية الإفريقية تدفع مثيلتها الأوروآسيوية، بمعدل 5 ملم كل سنة، وهذا يؤدي إلى اعوجاج في الصخور بأعماق الأرض، وتشكل طاقة حركية، وعند انكسارها تخرج هذه الطاقة في شكل هزات بطبقات الأرض لتصل إلى السطح. محدثنا نفى أن يملك العلماء القدرة على التنبؤ بالزلزال، فالعلم لم يصل لحد الآن إلى هذه الدرجة، لكون الزلزال ظاهرة معقدة، لا يمكن معرفة وقت حدوثه ودرجة قوته، وبالتالي يجب ألا نصدق أيا كان يريد إقناعنا بذلك. كما أن الحركة الزلزالية منفصلة عن الظواهر الفلكية كالمد والجزر. وبشأن تأثير السدود في الحركة الزلزالية، أشار المصدر إلى أن المسطحات المائية لا علاقة لها بالزلزال، مستدركا بالقول إن ما حدث بسد بني هارون في ولاية ميلة منذ سنوات، عند ضخ مياه وادي العثمانية داخل أروقة طبيعية هو أن الماء النافذ وسط الصخور أدى إلى انكسار بعضها مما أحدث "زلزالا اصطناعيا أو مفبركا" شعر به فقط السكان المجاورون، لكن هذه الظاهرة لا يمكن تعميمها على باقي السدود. وأكد الدكتور بلجودي أنه عند تسجيل أي حركة زلزالية يقوم مركز "كراغ" بإبلاغ الوصاية وهي وزارة الداخلية والجماعات المحلية، والتي بدورها تقوم بتوزيع نشرية لمختلف المصالح المعنية منها الحماية المدنية الجماعات المحلية وغيرها للتدخل ومعاينة المناطق المتضررة، كما أن المركز يوفد فرقا مختصة لمعاينة المكان، ليتم بعدها تحليل المعطيات وتدوينها في شكل تقرير ينشر بالمجلات العالمية المتخصصة.