أكدت دراسات جيولوجية أخيرة، أن نسبة الزلازل تزايدت بشرق الجزائر بسبب عدة عوامل مفتعلة، على غرار مياه سد بني هارون المتسربة إلى باطن الأرض، غير أنها جد خفيفة، وأكد هشام بن جامع، مختص في دراسة الزلازل بمركز البحث ورصد الزلازل الجهوي في قسنطينة “كراغ”، أنه لا يمكن التكهن بموعد حدوث الزلازل على المدى القصير، مطمئنا أن الهزات التي تحدث منذ الأسبوع الماضي بشرق البلاد طبيعية ولا تشكل أي خطر. قال بن جامع إن الهزات الأرضية التي تشهدها ولايات الشرق ظاهرة طبيعية عادية، لا تدعو للقلق وليس لها أي علاقة بالتحولات المناخية، مفسرا ذلك بأن الجزائر تقع بشمال الصفيحة التكتونية لإفريقيا التي تصطدم مع الصفيحة التكتونية الأورو آسيوية، وهو تصادم يحدث تشققات على مستوى الصفيحتين، وبما أن الطبقات الواقعة تحت هذه الصفائح تحوي كميات كبيرة من الطاقة، يتم تسجيل فترات لا يتحمل فيها باطن الأرض هذه الطاقة التي تتسبب لدى خروجها في انكسار على مستوى التشققات التي أحدثها التصادم، لتنتشر الطاقة وتؤدي إلى حدوث موجات زلزالية بالطبقات العلوية للأرض. مضيفا أن الزلازل في الجزائر متمركزة بالأطلس التلي وهي في مجملها سطحية. وتابع ذات المتحدث أن آخر الدراسات في هذا المجال والتي تتحدث عن “مقارنة الزلازل في شرق وغرب الجزائر” للدكتور عصام عباشة، ذكرت أن الزلازل بشرق البلاد تسجل 2 من 3 من مجموع الزلازل في الجزائر، غير أن تلك التي تحدث في الشرق ورغم كثرتها تكون خفيفة بسبب ميكانيزم تماس الطبقات التكتونية، فيما تكون تلك التي تحدث في غرب البلاد عنيفة بسبب الميكانيزم العكسي للطبقات التكتونية. كما تشير ذات الدراسة إلى أن هناك زلازل تدخل فيها يد الإنسان، على غرار تلك الهزات الخفيفة التي يتسبب فيها تسرب مياه سد بني هارون لباطن الأرض والتي لم تكن تسجل سابقا. وأكد محدثنا أن “كراغ” سجل 478 هزة أرضية خلال 2014، شدتها ما بين 1.2 و4.5 على سلم ريشتر، أغلبها لا يشعر بها المواطنون، عدا تلك التي تتعدى 3 درجات.