تعتزم جمعية "الشيخ الحسناوي" الثقافية، تكريم هذا الفنان الذي يعد واحدا من أعمدة الأغنية الجزائرية عامة والقبائلية خاصة، والتظاهرة تحتضنها دار الثقافة مولود معمري بولاية تيزي وزو، يوم 23 جويلية الجاري وتتخللها مسابقة في الشعر. وجهت الجمعية الثقافية "الشيخ الحسناوي" الدعوة لعشاق الشعر، للمشاركة عبر التسجيل وذلك بإيداع أشعارهم في ظرف يحمل اسم المسابقة ويسلم للقائمين بمصلحة النشاطات لدار الثقافة مولود معمري قبل يوم الجمعة 15 جويلية، على أن تعلن نتائج المسابقة يوم 23 جويلية المصادف لتاريخ ميلاد الفنان واسمه الحقيقي محمد خلواط، صاحب الأغنية المشهورة "ايما يما" المعروف باسم الشيخ الحسناوي. وسطر المنظمون للمسابقة وحفل التكريم الذي سيخلد أحد الأسماء اللامعة التي صنعت اسما فنيا بارزا على المستوى الوطني والعالمي بفضل سلسلة الأعمال الفنية التي يبقى التاريخ شاهدا عليها، حيث ستكون هناك نشاطات يفتتح بها المعرض وتختزل حياة ومشوار الفنان الراحل الشيخ الحسناوي، وكذا مختلف صوره منذ اقتحامه عالم الفن، مع عرض المقالات الصحفية التي تناولت حياته ومختلف التكريمات التي حظي بها، إلى جانب تنظيم نشاطات مختلفة ستطبع الحدث. الفنان محمد خلواط المعروف باسم الشيخ الحسناوي، من مواليد 23 جويلية 1910 بآث عيسي (احسناون)، كانت حياته صعبة منذ الطفولة، حيث فقد حنان الأم وعمره سنتين ونشأ في جو الزوايا وكان يقصد بكثرة "تمعمرت". وكانت أول أغنية له "أيما يما" التي أداها عام 1928. وفي عام 1930 غادر الفنان قريته، حيث اقتحم عالم الشغل بالعاصمة، وخلال تواجده بها احتك بالفنانين ليجد نفسه ضمن فرقة الأوركسترا للحاج محمد العنقى. وفي عام 1937 ذهب الفنان إلى فرنسا، وبدا في الإنتاج الفني، حيث أعجب المنتجون بصوته الجميل، ما جعله يسجل 29 أغنية قبائلية و17 أغنية باللغة العربية وذلك خلال الفترة الممتدة بين 1939 وسنوات الخمسينات، قبل اندلاع الحرب. وفي عام 1968 سجل آخر أغانيه، منها "شيخ أمقران"، "مرحبا"،"يا نجوم الليل" وغيرها ليغادر الشيخ الحسناوي وبشكل نهائي الساحة الفنية. جمع الفنان في أعماله الفنية بين اللغتين العربية والأمازيغية، كما غنىللحب، المعاناة، المنفى وغيرها من المواضيع الاجتماعية، كما كانت أعماله مصدر إلهام لكبار الفنانين فيما بعد أمثال الراحل معطوب الوناس، لونيس آيت منقلات، كمال حمادي وغيرهم من الفنانين الذين يشهدون على عظمة الفنان وقوته في الأداء الفني، وبفقدانه يوم 6 جويلية 2002 تكون الجزائر قد فقدت أحد أبرز الوجوه الفنية ومدرسة قائمة بذاتها. رغم رحيله فإن أعماله ستظل خالدة كإرث يبرز قوة الفن وأصالته من حيث اللحن والكلمات.