أكد السيد حميد قرين، وزير الاتصال، أن الدولة ستسخر الإمكانيات اللازمة لدعم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية رسمية بعد دسترتها، مشيرا إلى أن شروع المحافظة السامية للأمازيغية في ترجمة بعض النصوص الرسمية والأدبية والتاريخية تعد خطوة إيجابية لتطوير استعمال هذه اللغة باستغلال الإمكانيات البشرية القادرة على جعل الأمازيغية في مستوى اللغة العربية كونها لغة وطنية ورسمية. السيد قرين أضاف في رده على أسئلة الصحفيين خلال افتتاح أشغال الورشة الخاصة بترجمة بعض النصوص الأساسية للدولة الجزائرية باللغة الأمازيغية، أمس، بمقر وكالة الأنباء الجزائرية، أن دعم الأمازيغية أقرته الدولة، حيث تعمل كل القطاعات حاليا بصفة تدريجية على تجسيد هذا الدعم بدون أي اشكال ولا أية عقدة، موضحا أن استعمال الأمازيغية في قطاع الاتصال لن يلقى أية صعوبة اذ تحظى اللغة بحصة الأسد في العديد من وسائل الاعلام خاصة وسائل الإعلام العمومية من منطلق أن ما يتراوح بين 25 و30 بالمائة من الاذاعات الجهوية والمحلية تستعمل الأمازيغية من خلال نشرات الأخبار وحصص اذاعية متنوعة بالإضافة إلى وجود قناة تلفزيونية وإذاعية ناطقتين بالأمازيغية. وفي حديثه عن الترجمة إلى الأمازيغية، دعا السيد قرين القائمين على هذه المهمة إلى تبني أسلوب ومنهج تدريجي واضح للحفاظ على معنى ومضمون النصوص المترجمة الأصلية وعدم الخروج عن الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها. من جهته، ثمن السيد الهاشمي عصاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية في كلمة ألقاها بالمناسبة مبادرة الدولة الرامية إلى ترقية وتوسيع استعمال اللغة الأمازيغية في مؤسسات الدولة، مؤكدا أن هذه المبادرة تعد خيارا سياسيا قويا تجاوز كل الترددات والمقاومات المحتملة في المجتمع. مذكرا بأن المحافظة وبالتنسيق مع الشركاء المؤسساتيين مجندة لتفعيل آليات جديدة لترقية وتطوير الأمازيغية في كل مناطق الوطن بعد دسترتها قصد تعزيز الحس المدني والانسجام الاجتماعي والثقافي واستعمالها بقوة في تحريك الشعور الوطني لدى الشباب بنشر ثقافة تاريخية وترقية تدريس التاريخ الوطني. وأفاد السيد عصاد أن المحافظة سطرت خريطة طريق ستعتمد عليها في العمل خلال سنة 2017 لتوظيف وتعميم استعمال الأمازيغية في وسائل الاعلام بتخصيص حصص اذاعية بالأمازيغية في كل المحطات الاذاعية. وذكر المتحدث بأن اللغة اللأمازيغية عرفت تطورا منذ تعديل الدستور في فيفري الماضي من خلال تجنيد كل الشركاء لترقيتها من خلال تنظيم أنشطة هادفة. وفي السياق، أعلن السيد عصاد أنه سيتم ترجمة بعض النصوص التاريخية إلى الأمازيغية تزامنا مع ذكرى 20 أوت التاريخية منها بيان أول نوفمبر وأرضية الصومام لنشر ثقافة وطنية والعمل على ترقية تدريس التاريخ الوطني، كاشفا أنه سيتم لاحقا تسجيل تطبيقات الكترونية بالأمازيغية تحمل عنوان "الجزائر في القلب". كما أشار المتحدث الى تنظيم ملتقى دولي من 20 إلى 22 أوت الجاري بعنابة بعنوان "يوغرطة" للتعريف بالتاريخ الأمازيغي من خلال تقديم 35 محاضرة بالإضافة إلى ورشات عمل. وفي حديثه عن الترجمة، ذكر السيد عصاد بأنها تعد أولوية بالنسبة للمحافظة بداية بترجمة الأدب الجزائري بالاعتماد على المتخرجين من الجامعات الجزائرية والحاملين لشهادات في هذا المجال. مؤكدا أن الهدف حاليا هو تحضير مترجمين لتعيينهم في كل المؤسسات، حيث دعا إلى ضرورة تكوين مترجمين في الأمازيغية للاستعانة بهم في ترجمة التاريخ الجزائري والأدب الثري. وتوقف المتحدث عند الإنجازات التي تحققت في مجال تطوير استعمال الأمازيغية منذ سنة 2014 بتوسيع تدريسها في 22 ولاية، معلنا أن وزارة التربية تعمل حاليا على رفع عدد الولايات التي تدرسها الى 32 ولاية انطلاقا من الدخول المدرسي المقبل. غير أنه أشار الى أن هذا لا يعني أنها ستدرس حتما في كل بلديات هذه الولايات بسبب نقص التأطير ونقص عدد الأساتذة المختصين.