رد المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني في اجتماع طارئ عقده أمس، برئاسة الأمين العام بالنيابة أحمد بومهدي، على مجموعة المجاهدين التي تحركت للمطالبة بالتحديد وتصحيح "الانحراف داخل الحزب" وبرحيل الأمين العام عمار سعداني من منصبه. المكتب السياسي أوضح أن " الإنجازات والانتصارات المحققة لاسيما النتائج المنجزة في انتخابات مجلس الأمة الأخيرة، وكذا تعديل الدستور في الغرفتين،، أثارت حفيظة بعض الأطراف التي تطالعنا كلما اقتربت مواعيد الاستحقاقات الوطنية لمواقف وتصريحات لا تمت بصلة لحزب جبهة التحرير وقيمه ومبادئه ومناضليه". وإذ استنكر المكتب السياسي للأفلان "كل تدخل خفي أو ظاهري من خارج قواعده النضالية" أوضح أن هذه الأطراف" لم تألف النضال إلا في مواقع المسؤولية في الحزب أو مؤسسات الدولة". مؤكدا أن مناضلي الحزب سيقفون بالمرصاد ضد أية محاولة تهدف إلى زعزعة وحده صفوف الحزب. وكان مجاهدون وقياديون سابقون في حزب الأفلان دعو إلى رحيل عمار سعداني من منصبه و«تحرير الحزب من سطوة عصابات المال"، وجاء في بيان هؤلاء المجاهدين أنهم يسنكرون ما أسموه ب«استحواذ عمار سعداني وثلة من رجال الأعمال على اسم جبهة التحرير الوطني لأغراض شخصية أنانية". ومن متصدري الموقعين على البيان. القيادي الأسبق عبد المجيد شريف، زهرة ظريف، ياسف سعدي وشريف مزيان، الذي عاد إلى الظهور لأول مرة على الساحة السياسية، بحيث يطرح السؤال لماذا التحرك في هذا الوقت بالضبط؟ وهل له علاقة ببداية التحضير للانتخابات التشريعية قبل دخول خط الوصول لاستحقاقات أفريل القادم؟ المؤكد أن هذا التحرك تزامن مع دعوة سعداني إلى تشبيب الحزب، الأمر الذي حرك الشيوخ ليعطي الانطباع بأن الحزب لم يخرج من قبضتهم. ثم أن بيطاط، بعد مجموعة 19 فتحت جبهة ضد سعداني رفقة ياسف سعدي الذي خرجت للتو من "حرب ثنائية" معه، مما يطرح السؤال هل فعلا الذي حرك هؤلاء هي الغيرة على الحزب؟ انقسامات حزب الأغلبية تحيي مطالب قديمة تسببت في أزمات مر بها الحزب وكادت أن تعصف بهياكله، بدءا ب«تمرد" بلعياط وعبادة وكذا بلخادم ليليه دعدوعة وأخيرا مجموعة المجاهدين، أزمات تؤكد حقيقة الانقسام والتشرذم داخل جبهة التحرير التي انقسمت إلى جبهات. التجاذبات السياسية بين قيادة الحزب و«المعارضين"ليست جديدة، فقد عرف الحزب هزات منذ عهد الأمينين العامين الأسبقين مهري وبن حمودة ثم بن فليس كما أنه كلما اقترب موعد الاستحقاقات دخل الحزب مرحلة عاصفة داخلية يقودها "الشيوخ". الحديث يتزايد عن تحركات للأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، وبلعياط من جهته يواصل منذ حوالي ثلاث سنوات بدون كلل تهديداته بأن نهاية القيادة الحالية قد قربت، في المقابل هناك أصوات تدعو إلى عدم الإقصاء ولم الشمل عشية الاستحقاقات القادمة، وكل ذلك في غياب وصمت الأمين العام عمار سعداني الذي لم يظهر على الساحة السياسية منذ قبل رمضان الماضي، وهو المعروف عنه بأنه لا يفوت أية فرصة للرد على خصومه.