يشكل التكفل النفسي بحالات من المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت عدة مناطق من ولاية غرداية أحد الجوانب المرتبطة بعمليات التكفل بالمنكوبين الذين تعرضوا لصدمات نفسية غير متوقعة.ط وأوضح في هذا الصدد الدكتور الشيخ صالح قاسم أخصائي في الإمراض النفسية بأنه قد تم ومنذ حدوث هذه الكارثة الطبيعية وبالتنسيق مع مصالح الهلال الأحمر الجزائري التركيز على العمل الجواري.. حيث تم إنشاء ضمن مبادرة جماعية فريق يتكون من أطباء نفسانيين وأعوان الصحة من أجل التكفل بالحالات النفسية المسجلة للمتضررين من هذه الفيضانات سيما منهم الذين انتابتهم صدمات نفسية حادة. وأشار في هذا السياق بأن معظم الحالات النفسية التي يتكفل بها هذا الفريق الطبي لحد اليوم تتمثل في حالات الصدمات الحادة والشعور بالقلق واليأس وفقدان الأمل في الحياة. وقال الدكتور بأنه سيتم استغلال التجارب السابقة التي اكتسبت في الكوارث الطبيعية التي شهدتها بعض مناطق الوطن في السنوات السابقة على غرار زلزال بومرداس وفيضانات باب الوادي بالعاصمة. ومعظم هذه الحالات -كما قال نفس المتحدث- ناجمة عن تعرض المصابين لصدمات حادة أصيبوا بها إثناء تدفق مياه الفيضانات بقوة إلى منازلهم قبل أن تغمرها بشكل كامل. وأضاف في هذا الشأن بأنه سجلت حالات الشعور بشبه انهيار تام لأشخاص لاسيما منهم الفئة الأكثر هشاشة الذين عايشوا الساعات الأولى من وقوع هذه الكارثة الطبيعية داخل مساكنهم لما غمرهم شعور بالعجز التام عن إنقاذ أنفسهم وذويهم وإحساسهم باقتراب موت محقق. وتتم هذه التدخلات -يضيف نفس المصدر- سواء باستعمال الهاتف للاتصال بأعضاء الفريق المتواجدين في عدد من مراكز إيواء المنكوبين أو باستقبال المصابين أنفسهم على مستوى هذه المراكز. ولاحظ الدكتور الشيخ صالح قاسم أنه يصعب في مثل هذه الأوضاع الاستثنائية التعامل مع مثل هذه الحالات النفسية المعقدة والتي تتطلب -كما أوضح- تعاملا طبيا خاصا بما يضمن مساعدة نفسية فعالة للمصابين. وأبرز نفس المتحدث بالمناسبة أهمية الاستمرارية والتكفل على المدى الطويل بهذه الفئة من المصابين، حيث يراهن في هذا الإطار على أهمية إنشاء وبصفة استعجاليه لمركز التكفل بالمصابين بالإمراض النفسية على مستوى ولاية غرداية. يذكر أن الهلال الاحمر الجزائري ارسل 300 متطوع (نفساني) من مختلف ولايات القطر لتقديم الدعم النفسي للمتضررين من هذه الكارثة حسبما صرح به امس الاحد رئيس هذه الهيئة السيد الحاج بن زقير. كما جندت من جهتها وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية في الخارج في إطار التضامن الوطني 37 مختصا في علم النفس للتكفل خاصة بالاطفال والنساء ضحايا هذه الكارثة. (وأج)