يشهد معرض "رسامي العشرية بين السبعينيات والثمانينيات"، المقام منذ الخامس والعشرين من سبتمبر الفارط بمناسبة تدشين رواق "محمد راسم" بعد أن خضع لعملية ترميم وتحديث شاملة، يشهد إقبال زهاء 100 شخص في اليوم بين مهتم بالفن التشكيلي وشغوف بالاطلاع على عشرات الأعمال التي عرضت ل67 فنانا تشكيليا دونت أسماؤهم في ذاكرة الإبداع الجزائري ومر عليها ما يقرب الأربعة عقود. وأوضح محمد لعروسي المكلف بالإعلام على مستوى الرواق ل"المساء"، أنه كان يظن في البداية أن معظم الزوار جاؤوا للاطلاع على الصورة الجديدة للرواق، لكنه في النهاية اكتشف أن لهذه اللوحات صداها في قلوب الجزائريين، والدليل على ذلك ترددهم على المعرض لمرات عدة، لا للاكتشاف وإنما لتأمل تلك الصور مع تحليل أبعادها المختلفة. أما زوار "رسامي العشرية بين السبعينيات والثمانينيات"، فتتباين مستوياتهم الاجتماعية، وكذا العمرية، حيث أن غالبيتهم في العقد الثالث أو الرابع، ولم يخفوا إعجابهم بتلك اللوحات التي أضحت تعكس اليوم حياة أسلافنا من نمط معيشي وعادات وتقاليد، فالفنان الواقعي أزواو معمري صور أبعاد المحبة بين الجيران في لقاءاتهم وجلساتهم، قصد المشورة بين أبناء الحي الواحد لتدبر بعض الأمور الاجتماعية كالزواج أو جمع الصدقات أو النصح أو العزاء وغيرها.. وذلك سنوات الستينيات والسبعينيات، أما الرسامان زبير هلال ومعاذ بلمكي، فقد تركت ريشتاهما التشكيليتان رموزا حضارية ضاربة في عمق الأصالة الجزائرية، من أعراف وتقاليد وحرف يدوية كصناعة الزربية.. وكم استوقفت لوحة الرسام حفيظ يوسف المعنونة ب"الثماني نساء بالعجار" من زائر وشدّته الى ذلك الركن الذي علقت فيه، فظل يحاكي زمن أمهاتنا وهن يرتدين العجار وأساوير الفضة.