تعتزم وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تغيير مموّنها الرئيسي باللقاحات الجديدة المتضمنة في الرزنامة الوطنية المعتمدة في الجزائر منذ ال24 أفريل ال2015 والمتمثل في مخبر هندي واستبداله بممون آخر. وكشف المستشار الإعلامي لوزارة الصحة سليم بلقسام أن لجنة الخبراء التي ستجتمع اليوم بمقر الوزارة ستدرس اقتراح إمكانية تغيير الممون بلقاحات الأطفال وليس سحب لقاحات الرزنامة الجديدة التي تم اعتمادها بداية من ال24 أفريل 2015، مؤكدا أن هذه الأخيرة تم اقتناؤها وفق كل الشروط والمعايير المعمول بها وهي معتمدة من المنظمة العالمية للصحة. بلقسام أكد في تصريح خاص أدلى به أمس ل"المساء" أن وزارة الصحة تريد من وراء تغيير الممون المتمثل في مخبر هندي، استعادة الثقة المفقودة لدى الأولياء والعائلات الجزائرية بعد أن سجلت عزوفا محسوسا عن تلقيح أطفالها في الفترة الأخيرة وفي بعض الأحيان عزوف الأطباء والممارسين عن استعماله معتبرا هذا العزوف الذي نتج عن حالتي وفاة رضيعين اثنين بعيادة خاصة بالروبية غير مبرر علميا. وحسب بلقسام، فإن كل اللقاحات في العالم تسجل بعض الحوادث وحالات وفاة لعوامل تعود للطفل أوالرضيع نفسه وليس للقاح، موضحا أن ما يهم وزارة الصحة اليوم هو ماذا يجب أن تقوم به لاستعادة ثقة الأولياء وممارسي الصحة في إطار الرزنامة الجديدة، مشيرا إلى أن الحل المطروح حاليا هو الإبقاء على الرزنامة الجديدة مع تغيير الممون فقط. وإذا ما صادق الخبراء على هذا الإجراء يضيف بلقسام فإن وزارة الصحة ستقوم باستشارة جديدة وبشروط جديدة، مؤكدا أن اللقاحات التي تضعها الوزارة في السوق تستوفي كل الشروط العلمية ومستوردة بعد مناقصة ومن مخابر معترف بها ومعتمدة من طرف المنظمة العالمية للصحة، وأن المشكل الوحيد المطروح حاليا هو وجود عزوف الذي يعتبر غير مبرر علميا إلى حد ظهور نتائج التحقيق. وذكر ممثل وزارة الصحة بأنه منذ اعتماد الرزنامة الجديدة في أفريل 2015، لم نسجل إلا حالتي وفاة مؤكدتين قد تكونان مرتبطتين باللقاح من أصل عشرات الآلاف من الأطفال الذين لقحوا وهم في حالة صحية جيدة ولم يصابوا بأي سوء. كما أشار بالمناسبة إلى أنه من بين الأمور التي جعلت الجزائر في المراتب الجيدة في مجال الصحة هي السياسة الوقائية المعتمدة في مجال التلقيح والتي تهدف إلى تدعيم المناعة والقضاء على الأمراض الأكثر انتشارا. ومن المتوقع حسب بعض المصادر أن يكون الممون الجديد الذي ستختاره الوزارة أن تكون لقاحاته مستعملة في دول أوروبا أو أمريكا، بغرض زرع الطمأنينة في نفوس الأولياء حتى وإن تطلبت تكاليف إضافية.