تمسّك حزب جبهة التحرير الوطني أمس بموقفه المصرّ على مطالبة فرنسا بالاعتذار للشعب الجزائري على ما ارتكبته من جرائم في حقه إبان الحقبة الاستعمارية. وجاء في بيان أصدره الحزب عشية الذكرى ال 62 لاندلاع الثورة التحريرية، أن «استذكار هذه المحطات مناسبة للتذكير بما واجهه الشعب الجزائري من قمع وقتل وتعذيب ونفي وإبادة طالت الإنسان والتاريخ والهوية»، مبرزا أن «سجل الاستعمار ملطخ بالجرائم والدماء والممارسات غير الإنسانية»، وهو ما جعله يعبّر عن «اعتزازه بالثورة المنتصرة وأبطالها الشهداء والمجاهدين»، وعن إصراره على «مطلبنا الشرعي باعتذار فرنسا من الشعب الجزائري على ما ارتكبه الاستعمار من جرائم في حقه». وجدد حزب جبهة التحرير الوطني بهذه المناسبة، إشادته بمسعى التجدد الوطني الذي باشره رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة منذ تولّيه مسؤولية قيادة البلاد؛ حيث ذكّر بمسيرته أثناء الكفاح المسلح من أجل تحرير البلاد، ثم في مسيرة البناء والتعمير، و«تمكنه بفضل حكمته وحنكته من إخماد الفتنة وإعادة الأمن والاستقرار وتحقيق السلم والمصالحة واستعادة المكانة المرموقة للجزائر في محافل الأمم». وفي سياق متصل، أوضح حزب جبهة التحرير الوطني أن حصيلة الرئيس بوتفليقة «تستحق تقديرا وطنيا وعالميا»؛ حيث ذكّر ب «الإصلاحات السياسية العميقة التي باشرها من خلال تعديل الدستور الذي يعزز أركان الدولة، ويكرس الخيار الديمقراطي التشاركي، ويكفل الحماية اللازمة للحريات الفردية والجماعية، ويحمي مكانة ودور المعارضة، ويمكّن السلطة التشريعية من صلاحيات واسعة وجديدة». وخصص حزب جبهة التحرير الوطني جانبا واسعا في بيانه للتذكير بمناسبة أول نوفمبر، التي قال إنها «تؤرخ لثورة الشعب الجزائري المظفرة، والتي غيرت مجرى التاريخ، وقدمت دروسا في البطولة والتضحية ونكران الذات». وبينما عبّر عن «وقوفه بخشوع وإجلال ترحما على أرواح الشهداء الأبرار الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة لكي تحيا الجزائر وتنعم الأجيال بالحرية والكرامة والسيادة»، وجّه في بيانه «تحية تقدير وعرفان إلى الجيش الوطني الشعبي، الذي يضطلع بمهامه الدستورية باحترافية عالية؛ باعتباره جيشا جمهوريا ومؤسسة وطنية ضامنة لاستمرارية قيم ثورة نوفمبر». وفي هذا السياق، أشاد الحزب ب «الدور الكبير والفعال الذي تضطلع به القوات المسلحة ومختلف أسلاك الأمن في تأمين الحدود وصون حرمة وسلامة التراب الوطني والحفاظ على وحدة البلاد والشعب، ومواجهة فلول الجماعات الإرهابية وعصابات الإجرام والتهريب والمخدرات». وجدد في الأخير «وفاء مناضليه لتاريخ وطنهم، واعتزازهم برموزه، وإصرارهم على استمرارية رسالة نوفمبر وتقديرهم للمجاهدين واقتداء الشباب بهم في مسار بناء الجزائر الواثقة في نفسها وفي قدرات أبنائها؛ جزائر العزة والكرامة».