كسر فرانشيسكو باستاغلي المبعوث الاممي الخاص الأسبق إلى الصحراء الغربية الكثير من الطابوهات التي أحاطت بقضية النزاع في الصحراء الغربية بعد ان اتهم الأممالمتحدة بالتماطل وعدم الاضطلاع بمهمتها بتصفية الاستعمار من هذا الجزء من القارة الإفريقية. وقال الدبلوماسي الاممي الأسبق خلال ندوة صحفية عقدها على هامش أشغال اللجنة الرابعة الأممية الخاصة بتصفية الاستعمار في العالم المنعقدة بمقر الأممالمتحدة بنيويورك بوجود تردد اممي مفضوح بخصوص التكفل بهذا الملف من طرف الأمين العام والأمانة العامة للأمم المتحدة بدعوى ان هناك أزمات أخرى أكثر استعجالا او ربما لم تكن هناك إرادة لإزعاج بعض أعضاء مجلس الأمن" في تلميح الى الولاياتالمتحدةوفرنسا. وذهب الى حد التأكيد ان الرسائل العديدة التي وجهها الى الامين العام الاممي السابق كوفي عنان والتي تضمنت حقيقة الوضع في اخر المستعمرات الافريقية لم تولى الاهتمام ولا الرعاية التي تستحقها وكان ذلك سببا مباشرا في تقديم استقالته من منصبه. وأشار الدبلوماسي الاممي إلى أنه استقال من منصبه عام 2006 بسبب العار" الذي كان يشعر به جراء "تواطؤ الصمت" الذي يحيط بملف الصحراء الغربية. وأكد فرانشيسكو باستاغلي رفضه التام لبديل الحكم الذاتي الذي يصر المغرب على اعتباره الخيار الوحيد الذي يتم التفاوض حوله وبقناعة انه "اذا كان ذلك هو الثمن الذي سيحرم الشعب الصحراوي من التعبير عن اختياره بكل سيادة بين الاستقلال والانتماء الى المغرب". وأضاف الدبلوماسي الاممي الأسبق انه بحكم مبادئ منظمة الاممالمتحدة ومذهب إنهاء الاستعمار فإن تقرير المصير يمر بالضرورة عبر تنظيم استفتاء يسمح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره. وقال أن "الولاياتالمتحدة هي البلد الكفيل بأن يلعب دورا ضاغطا لتنفيذ لوائح مجلس الامن الصادرة بخصوص انهاء النزاع من منطلق ان فرنسا تتبنى الموقف المغربي بينما مازالت إسبانيا تتبنى موقفا غامضا إزاء مسألة الصحراء الغربية لكي لا تعطل الرزنامة الثنائية مع المغرب". واضاف باستاغلي في هذا السياق أن المفاوضات الجارية حاليا بين المغرب وجبهة البوليزاريو لن تؤدي إلى أي حل إذا لم تتدخل القوى الكبرى وخاصة الولاياتالمتحدة وممارستها ضغطا أكبر على المغرب لجعله يقبل بخيار تنظيم استفتاء تقرير المصير" في الصحراء الغربية. ولم يفوت المبعوث الاممي الأسبق المناسبة ليوجه انتقادات حادة باتجاه الأممالمتحدة بسبب "ترددها في مواجهة وضع حقوق الإنسان في هذه المستعمرة الإسبانية القديمة وتطبيق المبدأ الأساسي لتقرير المصير الذي تدعو إليه وذلك تحت ضغط المغرب الذي كان علمه يرفرف منذ مدة قصيرة فوق مقر المينورسو (البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية) بالعيون المحتلة. وأشار باستاغلي إلى أن البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية هي البعثة الأممية الوحيدة التي لم يتم تكليفها بتقييم وضعية حقوق الإنسان في التراب الذي تنشط فيه. وتعد هذه اصدق تصريحات لمسؤول اممي لم يسبق لاي مسؤول آخر أن تجرأ على فضح خبايا قضية شعب عمرت لاكثر من 30 عاما ومازال افقها غامضا بسبب التساهل الذي تبديه الأممالمتحدة والقوى الكبرى التي اعطت أولوية لمصالحها على حساب مصالح شعب مقهور.