عاش سكان الشاليهات بالعاصمة هذه الأيام الماطرة معاناة حقيقية، جراء المياه المتسربة من أسقف البناءات الجاهزة التي انتهت مدة صلاحياتها، ولا يزال مصير نزلائها مجهولا، فقد أرغمت مياه الأمطار التي تسربت معظم العائلات على وضع الأواني على الأرضيات لتفادي سقوطها على الأفرشة والأثاث عموما وقال لنا أحد سكان شاليهات علي عمران 4 ببرج الكيفان شرق العاصمة أنه يخشى أن تهوى أرضية المسكن المصنوعة من بقايا الخشب المضغوط، والتي تآكلت بفعل الزمن، أي بعد مرور أزيد من أربع سنوات من استعمالها، مشيرا أنه كان لا ينام، لأنه يبقى يحرس الأواني الموضوعة على "البلاط الخشبي" وينتظرها حتى تمتلئ فيعاود إفراغها ووضعها من جديد، وأضاف آخر قال أنه قام بتصليح جزء من بيته بأموال باهظة، لأن ديوان الترقية والتسيير العقاري لا يقوم بمهامه على أحسن وجه، بدليل أن أعوانها المنتشرين عبر كل الشاليهات لا يعاينون المساكن ولا يقدمون أي ملاحظات تخص الوضعية السيئة والخطيرة التي آلت إليها الشاليهات، رغم أنهم يستهلكون ميزانية التسيير والتصليح، مضيفا أن أعوان ديوان الترقية بموقع علي عمران 4 لم يزوروا المساكن ولم يعاينوها لأزيد من سنة، ما عدا أعوان الحرس البلدي الذين يقومون بدوريات منتظمة يوميا في الحي السكني· وفي معاينتنا لموقعي شاليهات علي عمران 3 و4 ببرج الكيفان، وقفنا على الوضعية الصعبة التي يعيشها السكان، فقنوات صرف مياه الأمطار في معظمها مسدودة بفعل الأوحال والنفايات، والبالوعات بدون أغطية، أما أعمدة الإنارة العمومية فهي منطفئة، خاصة بموقع علي عمران 4، كون الجهات المعنية لم تعبأ بذلك، رغم شكاوى السكان وتضررهم من الظلام الدامس الذي يخيم على حيهم، مما يجعلهم عرضة للصوص والمنحرفين، فالزائر هذه الأيام لهذه المساكن، يقف على وضعية لايحسد عليها النزلاء، من جانب أن البناءات الجاهزة لم تعد المكان اللائق للسكن، فهي ضيقة ولا تتسع لعدد أفراد "العائلات الكبيرة" وفي هذا الصدد صرح لنا (محمد ب·) أن بعض النزلاء قاموا بتوزيع بعض أبنائهم على عائلات من الأقارب، فيما قام آخرون ببناء حجرات في ساحات الشاليهات لإيواء الفائض من أفراد العائلة الواحدة، وطالب من وجدناهم بالشاليهات والي ولاية الجزائر بتسريع وتيرة ترحيل النزلاء إلى سكنات لائقة·