خرجت الرئاسة الروسية أخيرا عن صمتها إزاء الاتهامات التي كالتها لها الولاياتالمتحدة بالتدخل في انتخابات الرئاسة التي شهدتها شهر نوفمبر الماضي بهدف التأثير على نتيجتها النهائية، بكيفية رجحت كفة المرشح الجمهوري دونالد ترامب على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وأبدى الكريملين، أمس، ضجره المتزايد مما أسماه ب»عدم المهنية» التي ظهرت بها إدارة الرئيس باراك أوباما في تعاطيها مع هذه المسألة وخاصة اتهامها بقرصنة الحسابات الإلكترونية للمرشحة الديمقراطية وحزبها ولوبيات الدعم من طرف قراصنة روس وجهازي مخابراتها المدنية والعسكرية الروسية في محاولة للتأثير على النتيجة النهائية لهذه الانتخابات. وجاء الرد الروسي يومين بعد نشر مختلف أجهزة المخابرات الأمريكية تقريرا مفصلا اتهمت فيه صراحة حقيقة التدخل الروسي في تلك الانتخابات وأكدت بذلك تصريحات سابقة للرئيس باراك أوباما الذي اتهم نظيره الروسي بالتدخل في الشأن الداخلي الأمريكي. واستنكر ديمتري بيسكوف، الناطق باسم قصر الكريملن، أمس، هذه الاتهامات التي قال إنها «غير مؤسسة وعكست مستوى عدم احترافية الإدارة الأمريكية في تعاطيها مع قضايا بمثل هذه الأهمية». وكشف تصريح المسؤول الروسي أن موسكو لم تعد تحتمل هذه الاتهامات التي شكلت القطرة التي أفاضت كأس غيضها من إدارة رئيس أمريكي مغادر عمل طيلة عهدتين كاملتين على خلق متاعب عسكرية وجيو إستراتيجية لها في أوروبا وكل العالم عندما سعى إلى محاصرتها في حدود جبال الاورال ومنعها من استعادة مكانتها كقوة خرجت من كبوة التفكك الذي عرفته الإمبراطورية السوفياتية بسقوط جدار برلين. ولخصت عبارة بيسكوف أن «هذه الاتهامات بدأت تتعبنا» درجة التذمر الروسي مما أسماها بمحاولة واشنطن اختلاق ذرائع سياسية واهية للتقليل من أهمية فوز دونالد ترامب. وتكون موسكو بذلك قد ردت كرة الاتهامات باتجاه البيت الأبيض الذي أكد في وقت سابق أن تأثير روسيا على الحملة الانتخابية كانت الغاية الخفية منها إضعاف صورة هيلاري كلينتون بالتشكيك في نزاهة الانتخابات في حال فازت بكرسي البيت الأبيض. ونفى بيسكوف بقوة أن تكون بلاده قامت بهجمات إلكترونية ضد الولاياتالمتحدة داحضا بذلك كل ما تضمنه تقرير وكالة المخابرات المركزية «سي.أي.إي» ومكتب التحقيقات الفيدرالي «أف.بي.أي» ووكالة الأمن القومي الأمريكي «أن.أس.إي» الذي أكد أن أجهزة المخابرات الروسية قامت فعلا بهجمات إلكترونية خلال الحملة الانتخابية التي سبقت موعد الثامن نوفمبر الماضي لإضعاف موقف المرشحة الديمقراطية في حال فازت بالانتخابات. يذكر أن دوائر صناعة القرار الأمريكي ونتائج معاهد سبر الآراء ومعظم الصحف الأمريكية أكدت وحتى ساعات قبل الموعد الانتخابي أن كلينتون ستكون الرئيس الامريكي السادس والأربعين في تاريخ الولاياتالمتحدة قبل أن يتفاجأ الأمريكيون وكل العالم بفوز الملياردير دونالد ترامب بهذه الانتخابات.