إلى غاية أمس لم تتضمن رزنامة الاتحاد العالمي للدراجات برنامج الدورة الدولية الجزائرية للفرع، التي اعتادت الهيئة الفيدرالية الجزائرية لهذه الرياضة تنظيمها بين النصف الثاني لشهر مارس والنصف الأول لشهر أفريل من كل سنة، حيث لم نجد أي أثر لدورة الجزائر للدراجات على مستوى موقع الاتحاد الدولي للفرع. وكشفت في هذا الصدد مصادر مطلعة على هذا الملف، أن قوانين الهيئة الدولية للفرع تفرض على أي بلد يرغب في تنظيم دورة دولية، القيام بدفع ملفه أثناء تنظيم البطولة العالمية للدراجات، غير أن رئيس الاتحادية الجزائرية رشيد فزوين منع، حسب ذات المصادر، من القيام بهذه العملية لتأخره في دفع غرامة مالية كانت هيئته مدانة بها لدى الاتحاد الدولي وقدرها 3000 فرنك سويسري (حوالي 45 مليون سنتيم)؛ ما يدفعنا إلى الاعتقاد جازمين أن دورة هذه السنة لن تكون لها صبغة دولية واسعة مثلما كانت الحال في السنوات الأربعة الأخيرة، فضلا عن أن إلغاء دورة الجزائر الدولية من شأنه أن يضر دراجينا الدوليين؛ لكون أطوارها مؤهلة للمنافسات الدولية القادمة للدراجات، منها بطولة العالم وكأس العالم ومنافسات دولية أخرى. ولا شك في أن غياب دورة 2017 سيشكل خيبة كبيرة للجمهور الرياضي الجزائري المتعود على متابعة منافسة «الملكة الصغيرة» بشغف كبير؛ لما لها من جاذبية وقدرة على خلق الحيوية على طول المسالك التي تمر بها عبر الوطن، فضلا عن نفعها الكبير في تشجيع تطوير هذه الرياضة والسياحة معا. ويبقى التساؤل مطروحا عن الأسباب التي جعلت الاتحادية الجزائرية للدراجات المنتهية عهدتها، تتأخر عن تسجيل دورة الجزائر الدولية للدراجات في رزنامة الهيئة الدولية للفرع، حيث إن الاتحادية الجزائرية اعتادت في السابق التشهير بهذه المنافسة، لكنها لم تفعل ذلك، بل لم تقدّم إلى حد الآن أي تفسيرات حول هذه الدورة؛ سواء تعلّق الأمر بالتمسك بتنظيمها أو بإلغائها. وتبدو الجمعيتان العادية والانتخابية القادمتان إلى الفرع، أكثر أهمية بالنسبة للاتحادية المنتهية عهدتها، والتي يُعد رئيسها رشيد فزوين أحد المرشحين لعهدتها القادمة بالرغم من إدراكه أن محاولة العودة من جديد على رأس الهيئة الفيدرالية، لن يكون بالأمر الهيّن بالنظر إلى المغارضة الشديدة التي يلقاها من قبل بعض الأطراف التي سيكون صوتها مؤثرا في العملية الانتخابية، على غرار رؤساء كثير من الرابطات، الراغبين في إحداث تغيير على رأس الاتحادية، حيث علمنا في هذا الصدد أنهم سيقدّمون مساندة مطلقة لرئيس رابطة معسكر مبروك قربوعة، الذي سيكون أبرز المنافسين لرشيد فزوين في الجمعية الانتخابية، فضلا عن أن مبروك قربوعة استطاع أن يضمن أيضا تأييد أعضاء جمعية قدامى الدراجين التي يرأسها عبد الرحمان. ولا شك أن التباين في التحالفات الخاصة بالجمعية الانتخابية، سيظهر بشكل واضح خلال الجمعية العامة العادية للفرع المقررة يوم 27 جانفي الجاري بعين بنيان، والتي يُنتظر أن تكون حامية النقاش عندما يحين التطرق لميزانية تسيير الاتحادية خلال العهدة السابقة بسبب نقاط الظل العديدة التي تحوم حول هذه الأخيرة.