أدت الأمطار التي تساقطت على ست ولايات من الجنوب الغربي للوطن إلى انقطاع عدة طرقات أمام حركة المرور كما غمرت المياه العديد من المساكن ما جعل مصالح الأرصاد الجوية تصدر نشرات جوية تنبه مواطني المناطق المعنية بالتقلبات الجوية إلى اتخاذ الحيطة والحذر بينما قررت السلطات وضع حد لفوضى العمران والبناء في الأماكن غير اللائقة والمعرضة للخطر. وكانت الأمطار الرعدية الغزيرة استمرت أمس في التهاطل بولايات أدرار، غرداية والأغواط وذلك بكمية بلغت30 ملم، بينما أدت هذه التقلبات الجوية إلى انقطاع عدة طرقات أمس أمام حركة المرور بست ولايات من الجنوب الغربي للبلاد حسب ما أشار بيان للدرك الوطني أمس، منها الطريق الوطني رقم 6 الذي أغلق أمام حركة المرور على مستوى بلدية تيوت بسبب فيضان وادي حجاج بولاية النعامة في حين تسببت مياه الأمطار المتجمعة إلى غلق الطريق الوطني رقم 47 على مستوى بلدية عسلة والطريقين الولائيين رقم 8 ورقم 5. وعرفت ولاية بشار نفس الوضعية بسبب فيضان وادي الساورة الذي أدى إلى غلق الطريق الوطني رقم 6 في حين أدى فيضان أودية كسيكسو وصافية وزوزفانة وخروع ومانو عرعار وموقل ومسور العطشان إلى غلق الطرق الولائية رقم 10 ورقم 3 ورقم 9. وبولاية البيض أدى فيضان أودية الغربي وترباية وعتباوات والراشق إلى غلق الطريق الوطني رقم 6 على مستوى بلدية البنود والطريق الوطني رقم 59 على مستوى بلدية عربوات. أما بسعيدة ظل الطريق الوطني رقم 92 مقطوعا أمام حركة المرور أمس على مستوى بلدية عين السخونة كما هو الشأن بالنسبة للطريق الولائي رقم 36 ببلدية مولاي العربي حسب حصيلة مصالح الدرك الوطني. ولاية سيدي بلعباس هي الأخرى أغلق بها الطريق الوطني رقم 95 على مستوى بلدية بوكنفيس وسيدي لحسن والطريق الوطني رقم 94 ببلدية مولاي سليسن والطرق الولائية رقم 62 و 39 و 37 كما أدى فيضان وادي حمام بوحنيفية بولاية معسكر إلى غلق الطريق الوطني رقم 17 ببلدية حاسين. ولتجنب مخاطر الفيضانات على السكان قررت الدولة وضع حد للفوضى العمرانية وبناء السكنات في الأماكن غير اللائقة وعلى ضفاف الوديان التي فاض العديد منها هذا العام مباشرة بعد بدء تساقط الأمطار، وقد جاء ذلك على لسان وزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى في جلسة عمل عقدها في وقت متأخر من مساء اول امس الأحد بغرداية رفقة الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية السيد عبد القادر واعلي والمتدخلين في عمليات التكفل بمنكوبي الفيضانات الأخيرة مشيرا إلى أن الاستغلال الفوضوي للفضاءات تكلف الجماعات المحلية الشيئ الكثير داعيا إلى استخلاص الدروس من هذه الكارثة الطبيعية لتفادي ارتكاب مثل هذه الأخطاء مستقبلا. دعا المسؤول الأول على قطاع السكن كافة المتدخلين من أجل مضاعفة الجهود لتمكين كل متضرر من الحصول على مأوى قبل نهاية السنة الجارية وذلك طبقا للقرارات التي اتخذتها الحكومة. من جهته ألح الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية على أهمية إحصاء المنكوبين " الحقيقيين" بغرض التكفل بهم حاثا المنتخبين المحليين والحركة الجمعوية على المساهمة في هذه العملية من أجل تحديد المساعدات التي يحتاج إليها المتضررون ودعا المسئولان (وزير السكن والأمين العام لوزارة الداخلية) التقنيين إلى التجند من أجل الشروع في مراحل إعادة الاعتبار للسكنات المتضررة حسب خبرات مصالح المراقبة التقنية للبناءات وكذا مرحلة تركيب السكنات الجاهزة المقررة في المواقع الثمانية المهيأة عبر البلديات المنكوبة بعدد 2650 سكن جاهز بما فيها المرافق الاجتماعية والتربوية والثقافية. وقد خضع 29052 سكن لخبرات مصالح المراقبة التقنية للبناءات بغرداية من بينها 7135 سكن يقع بالمناطق المعرضة للفيضانات كما أفاد أحد التقنيين المكلفين بالخبرة.