لم يتوان رئيس حزب الحرية والعدالة السيد محمد السعيد، خلال كلمته التي ألقاها أمام منخرطي ومتعاطفي الحزب أمس، بدار الثقافة «قنفوذ الحملاوي» بالمسيلة، في إطار الحملة الانتخابية للتشريعيات في فتح النار على من أسماهم ب»أصحاب الشكارة»، فيما أكّد بورقلة أوّل أمس، أنّ الذهاب نحو التغيير المنشود يتطلّب التحلي ب»الواقعية». في إشارة لأصحاب المال، تساءل محمد السعيد بالمسيلة، كيف لمن يشتري الترتيب والأصوات أن يلتفت للمواطن في يوم آخر، بل اتّهمهم بالبحث عن الحصانة لتنمية أموالهم وحماية أنفسهم من المتابعات القضائية وتبييض أموال يجهل مصدرها، ودعا المواطن الحضني لضرورة اختيار الأمثل من المرشحين بكل حرية وديمقراطية. وأشار المتحدّث إلى أنّ الديمقراطية جاءت في ظروف غير عادية وولدت بعملية قيصرية، وقال «لازلنا نعاني من تبعات هذه العملية التي لم تشف بعد، ولأنّ العملية الديمقراطية كانت غير مدروسة وجد المواطن نفسه وجها لوجه مع سنوات الجمر والحديد»، وأكّد أنّ «المسؤولية لم تعد تكليفا بل صارت مصدرا للتربح لأن الطموح فيها هو خدمة الذات والعشيرة والأقربين وهو ما يتنافى وتصورات حزب الحرية والعدالة». وأضاف محمد السعيد، أنّ هيئة الحزب تسعى لترسيخ مفهوم المسؤولية بالرغم من إمكانات الحزب المحدودة، «نحن يقول محمد السعيد لا نشتري الذمم، بل نسعى لجمع الهمم»، مبديا تخوّفه من العزوف عن المشاركة في العملية الانتخابية، حيث أرجعه لفقدان الثقة بين المواطن والسياسة والسياسيين، حيث دعا إلى ضرورة المشاركة القوية في العملية الانتخابية، متّهما «لوبيات» بالعمل على زرع ثقافة اليأس في نفسية المواطن لتفريغ الساحة. وبورقلة، أكّد محمد السعيد، أنّ الذهاب نحو التغيير المنشود يتطلّب التحلي ب»الواقعية»، وأوضح لدى تنشيطه لتجمع شعبي بدار الثقافة «مفدي زكريا» أنّ الذهاب نحو التغيير المنشود يتطلب «التحلي بالواقعية»، مبرزا أنه «لا يمكن تحقيق التغيير إلاّ من خلال عدّة مراحل وفي كنف الاستقرار»، واعتبر أنّ الوصول إلى السلطة «يكون عن طريق الانتخابات»، وأنّ الأساس الذي يتوجّب أن تقوم عليه الدولة هو «المبدأ الديمقراطي. وتطرق خلال تجمّعه إلى رؤية حزبه بخصوص بناء مجتمع حديث، وذلك -حسبه- يتطلّب تغيير السلوك والذهنيات وكذا صيانة ذاكرة المجتمع من خلال الاهتمام بالتاريخ، وأكّد على ضرورة «مواجهة التحديات والمحافظة على مقوّمات الشخصية الوطنية لتعزيز وحدة الشعب بما يسمح بمجابهة مخطّطات الأعداء المتربصين بالجزائر».