في اليوم الحادي عشر من عمر الحملة الإنتخابية، لا تزال التشكيلات السياسية التي تجوب مختلف ولايات الوطن، تسعى في «معركة الإقناع» لجمع الأصوات واستمالة المواطنين إلى تبني أفكارهم وبرامجهم التي لا تخرج وعود تحسين الإطار المعيشي، وفتح أبواب الأمل واستغلال الطاقات البشرية لإحداث تحول اقتصادي واجتماعي، كما أجمعت الأحزاب على واجب الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، بأداء واجب الانتخاب، كون العزوف لا يحل أي مشكلة ولا يخدم أحدا بل يقوض كل ما تحقق. أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي قال في تجمع له أمس بغليزان، إن ما تحقق خلال 15 سنة من استقرار، بحاجة اليوم إلى المزيد من الرشاد واللامركزية في التسيير، في إشارة إلى مبدأ التشاركية، وترقية الحس المدني والحضاري القوي، داعيا المواطنين إلى التوحد لمحاربة الرشوة وتحسين تسيير البلاد، والمساهمة في حماية الوطن من الطوائف الشيعية والأحمدية، والتمسك وبمبادئ ثورة نوفمبر والدين الإسلامي المعتدل، والتمسك بالوئام المدني والمصالحة الوطنية. كما رافع رئيس حزب تجمع أمل الجزائر «تاج» من ورقلة من أجل تحسين ظروف سكان المناطق الحدودية، مقترحا برنامجا جديدا يتمثل في ‘'الدعم الاجتماعي وذلك من خلال منحة شهرية تقدم لهم بصفة مباشرة لسد حاجياتهم، إلى جانب إعانة طالبي الشغل من خلال دعم ومرافقة الفلاحين الذين يستحدثون الشغل ويوفرون الإنتاج. ومن جهته، عاتب رئيس تحالف حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، من سمّاهم ب«المخربين» الذين يعملون على ترك البلاد تابعة للخارج من خلال استيراد كل شيء ومحاربة أي مبادرة للإنتاج المحلي. كما دعا ممثل حزب التحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي من سطيف، إلى «ضرورة تثمين ما لدينا من مقوّمات وإقلاع اقتصادي» وذلك بالحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني والمالي، بتوفير الموارد المالية والبشرية المؤهلة وغير المكلّفة وتنمية الفلاحة وترقية السياحة والخدمات»، مشيرا إلى أنّ برنامج حزبه الانتخابي الذي يتضمن بالأساس «تعميق الإصلاحات في البلاد وتعزيز دولة الحق والقانون وتقوية الجبهة الداخلية. أما زعيمة حزب العمال لويزة حنون، فقد طالبت أمس، من الجلفة نضال مرشحيها من أجل تعزيز منظومة ضريبية «عادلة»، من خلال تقديم مشروع قانون يرسخ ضريبة على الثروة بالنسبة للأغنياء»، مؤكدة على ضرورة محاربة «افتراس المال العام ومجابهة الفساد»، كما دعت حنون أول أمس، من الأغواط إلى جعل الاستحقاقات القادمة «وثبة وطنية» قادرة على إبعاد البلاد عن الفوضى واقترحت حنون إيجاد «ميزان قوى جديد» داخل المجلس الشعبي الوطني ل«رسم تحوّل ديمقراطي فعلي»، مشيرة إلى أنّ استخدام الانتخابات يسمح ب«تغيير مجرى الأمور». وبالنسبة لممثل اتحاد النهضة والعدالة والتنمية، ألح جاب الله تكريس سيادة الشعب لتقوية مؤسّسات الدولة»، فيما قال رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، من ميلة أن صندوق الاقتراع هو «الحل الصحيح الكفيل بإعطاء الكلمة للشعب»، مشيرا إلى أن «الاحتكام للشارع سيؤدي للدمار وتضييع الاستقرار والأمن اللذين تم استعادتهما بعد دفع ثمن باهظ». وكان ملف الشباب وتواصل الأجيال حاضرا في خطابات التشكيلات السياسية بسوق أهراس، حيث أكد ممثل حزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، أن تسليم المشعل من جيل المجاهدين إلى جيل الاستقلال والشباب يجب أن يكون بين أيادي آمنة تحافظ على الجزائر على وحدة ترابها الوطني»، كما ذكر عمار غول أن حزبه يراهن على فئة الشباب في تجسيد برنامجه، أما رئيس حزب الخط الأصيل، عبد الرحمان سلام، فقال من خنشلة «الشباب مشروع استثمار للمستقبل وليس رقم معادلة تستغل كورقة في الانتخابات من خلال خطابات شعبوية الخروج بقوة لقطع الطريق أمام المشككين». وجددت الأحزاب التحذير من المقاطعة التي لا يمكنها حل مشاكل البلاد، حيث دعا رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، إلى التصويت المكثف من أجل «مستقبل الجزائر» لقطع الطريق أمام المزورين». أما رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، فرافع من أجل «إجماع كبير» بين الطبقة السياسية لبلوغ نفس الهدف والمتمثل في المحافظة على الجزائر وحمايتها من الأخطار التي تتربص بها ودعم الجبهة الداخلية، داعيا في هذا الصدد مختلف التشكيلات السياسية لتجاوز خلافاتها وانقساماتها.