أكدت لنا عميدة الشرطة السيدة مسعودان، أن التحقيقات التي باشرتها قوات الأمن، تؤكد أن فترة ظهور النتائج المدرسية هي الفترة الخصبة، التي تشهد اختفاء الأطفال والمراهقين وهروبهم من بيت ذويهم لسبب واحد وبسيط هو الهروب من العقاب. نعم، إنها الحقيقة المرة التى كشفتها التحقيقات والدراسات والبحوث أيضا، فكراسات الامتحانات وكشوفات النقاط إذا جاءت حاملة خيبات أمل للأولياء الذين يرفضون أن تقع أعينهم على تلك النتائج، سيدفع الطفل ثمنها غاليا من خلال سياسة العنف والعقاب، التي أصبحت شائعة للرد على الورقة الدراسية، التي تحمل عار " الإنذار " او" إعادة السنة " أو... فالحيلة أصبحت للأسف رأس مال التلاميذ والأطفال والمراهقين في التعامل مع الوضعية، هروبا من العقاب المعنوي والمادي الذي أصبح أسلوبا ردعيا عاديا في لغة العقوبة، التي تحولت الى عنف يدفع الصغار نتائجه السلبية بمرور الوقت، فكم من مراهق دخل دهاليز الضياع وانساق وراء جماعة الأشرار التي وجدته "سهل الاستعمال" في تنفيذ مخططاتها حيال السرقة والاعتداء على ممتلكات الغير، وكذا المراهقين الذين وجدوا في الشارع ملاذا وهروبا من العنف الذي يمارسه بعض الآباء بوحشية تحت غطاء التربية، ولو نطقت التربية لقالت أنا بريئة مما يقولون ويفعلون، لان مفهوم التربية الذي حصره البعض في الصفع والشتم واللكم، ليس إلا وجها من أوجه العنف الذي تنبذه التربية السليمة التي تعتمد في قواعدها على التوجيه والتلقين والتعليم والمتابعة... في حين أصبحت المخدرات والأقراص المهلوسة هي ضمان " الخلوي" والهروب من الواقع الأليم، لتصبح حياته بعدها خرابا وحزنا وهما على الحاضر المجهول والقاتم المعتم والماضي الأليم المثقل بالأحزان والألم. لكن الأمر الذي يطرح نفسه بقوة هو هل يتابع الآباء أبناءهم باهتمام، هل يستمعون إلى مشاكلهم البيداغوجية وحيرتهم أمام بعض المواد، هل يسألون معلميهم عن نقاط ضعفهم وقوتهم، هل يحترمون هذا الضعف ويعملون على تقوية مهارات الأبناء من خلال الدروس الاستدراكية أو المتابعة الشخصية والجدية لمن استطاع، أم أن النتيجة هي كل شئ وهي الأهم حتى وان لم يقم الأب آو الأم بواجبهما على أحسن وجه.. لهؤلا ء نقول أن الأرض التي لم يرعها صاحبها بحب واهتمام لا تقدم له شيئا.