خرج رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، أخيرا عن صمته، ليرد بالثقيل، متوعدا بالتطبيق الصارم للقوانين في حق كل رؤساء الأندية الذين سيدلون مستقبلا بتصريحات تمس الاتحادية أو الرابطة المحترفة لكرة القدم. في بيان رسمي نُشر على الموقع الرسمي للفاف، عبّر زطشي على أسفه من الحملة الشرسة التي يقودها بعض رؤساء الأندية على المكتب الفيدرالي الجديد، قائلا: «منذ عودتي من دولة البحرين حيث شاركت في أشغال الجمعية العامة غير العادية للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم والمؤتمر 67 للاتحاد الدولي لكرة القدم، سجلت، بكل أسف، أن برمجة مباريات البطولة المحترفة الأولى «موبيليس» ونصف نهائي كأس الجزائر، أحدثت جدلا كبيرا على الساحة الكروية الوطنية، مامن شأنه خلق جو من التوتر بين الأنصار». واعتبر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، أنه منذ تعيين المكتب الفيدرالي الجديد في 20 مارس 2017 والذي لم يمض على انتخابه سوى شهرين فقط، تعرّض لوابل من الانتقادات؛ «يؤسفني أن أرى أن الفريق الجديد للفاف يتعرض لحملة شرسة يقودها بعض مسيري الأندية، الذين تحالفوا مع بعض الإعلاميين ويعملون في الظل، وهدفهم الوحيد هو التقليل من قيمة الفريق وتشويه صورته أمام الرأي العام والسلطات العمومية». وقد قام بعض رؤساء أندية كرة القدم من الرابطتين الأولى والثانية، بانتقاد المكتب الفيدرالي الجديد وأعضائه، محملين إياه مسؤولية برمجة اللقاءات العشوائية، كما سموها. وكشف رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج، أن المكتب الفيدرالي يتدخل في صلاحيات الرابطة الوطنية، حين قال بعد عقد الجمعية العامة الاستثنائية: «هناك تدخل في الصلاحيات، أنا لا أتدخل في عمل الفاف، وعلى هذه الأخيرة ألا تتدخل في عمل الرابطة، وعلى كل واحد أن يلزم حدوده». كما أطلق الناطق الرسمي لجمعية الشلف عبد الكريم مدوار، النار على رئيس الفاف الحالي، الذي لم يمض على ترؤّسه الهيئة الرياضية أكثر من شهرين. كل تلك التصريحات وأخرى أجبرت زطشي على كسر حائط السكوت، ببيان ثقيل، يضع من خلاله النقاط على الحروف. نحو إعادة النظر في برمجة نهاية الموسم اعتبر خير الدين زطشي ما عرفته أشغال الجمعية العامة الاستثنائية للرابطة المحترفة لكرة القدم من أحداث، تجاوزات، «والدليل على ذلك التجازوات التي شهدتها أشغال الجمعية العامة غير العادية للرابطة المحترفة لكرة القدم الأسبوع الماضي»، مؤكدا أنه نظرا لكل هذه الأحداث التي بدأت تؤثر على السير الحسن لعمل المكتب الفيدرالي والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فقد قرر وضع حد لكل هذا الجدل والانتقادات، وهذا بعقد اجتماع مع أعضاء لجنة التفكير التي نصبها مؤخرا المكتب الفيدرالي، «ومن أجل إنهاء هذا، وعملا بقرار المكتب الفدرالي ليوم 30 أفريل 2017 والذي نصب خلية مهامها برمجة مباريات نهاية البطولة، قررت عقد اجتماع مع هذه الأخيرة، ومع مسؤولي الرابطة المحترفة لكرة القدم ولجنة كأس الجزائر، من أجل استعادة السيطرة على هذا الوضع، بهدف إنهاء الموسم في ظروف أفضل والحفاظ على صحة اللاعبين، خاصة ونحن مقبلون على شهر الصيام»، قال زطشي في بيانه: «أتمنى أن يوجّه رؤساء الأندية كل تلك الطاقة إلى تطوير كرة القدم». ويُفهم من خلال بيان رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، أنه في استياء كبير، وهو الذي التزم الصمت طيلة الفترة التي أكثر فيها الفاعلون في ميدان كرة القدم، «الهرج» والانتقادات في حقه، مثلما قام به عبد الكريم مدوار خلال أشغال الجمعية غير العادية للرابطة الوطنية، حين قال بأن زطشي لم يجتمع بهم، وأنه سكن في التلفزيون، وأنه لم يأت لخدمة كرة القدم في كل الجزائر. كما قال عمر غريب من مولودية الجزائر بأن الفاف فشلت في تسيير كرة القدم، وعلى من فشل أن ينسحب، وهذا بعد شهرين فقط من تعيين المكتب الفيدرالي الجديد، وعليه فقد كانت إجابة زطشي لكل هؤلاء من خلال هذا البيان، الذي يطالب فيه هؤلاء الرؤساء بأن توجه هذه الإرادة التي يتحلون بها والطاقة الكبيرة والجهود المبذولة في الانتقاد، لخدمة الرياضة الجزائرية وتطويرها، من أجل إنجاح مشروع إعادة بعث الكرة الجزائرية من جديد؛ «أتمنى مستقبلا أن توجَّه هذه الطاقة الكبيرة والإرادة التي أظهرها بعض الفاعلين في كرة القدم لاعتبارات ضيقة، في نفس قناة المشروع الكبير لإعادة تطوير هذه الرياضية». نفس الرؤساء طالبوا بتأجيل اللقاءات، ونهائي الكأس في 5 جويلية وكشف زطشي أن نفس هؤلاء الرؤساء كانوا يصرون على تأجيل لقاءات البطولة الوطنية إلى غاية استنفاد كل المباريات المؤجلة، معلنا عن تاريخ نهائي كأس الجزائر الذي سيكون في 5 جويلية القادم؛ «بأخذ بعين الاعتبار مشاركة اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر في الكؤوس الإفريقية، وفي نهائي كأس الجزائر المقرر في 5 جويلية 2017، وبهدف إنهاء البطولة الوطنية 2016 2017 في الروح الرياضية والعدل، مثلما تطالب به كل الأندية، التي أصرت على تأجيل لقاءات البطولة إلى غاية لعب كل المباريات المؤجلة، ولهذا اتخذت الاتحادية قرار إعادة جدولة الرزنامة، والسهر على صرامة احترامها». إجراءات قضائية تجاه من أدلوا بتصريحات تشهيرية وتدعو الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مسؤولي كرة القدم إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية خلال إدلائهم بتصريحات لمختلف وسائل الإعلام، وفي اجتماعاتهم الرسمية، كما جاء في بيان رئيس الفاف، الذي يؤكد أن بإمكانه اللجوء إلى الوسائل القانونية إن اقتضى الأمر، وفي ذلك تهديد مباشر لرؤساء الأندية، الذين أطلقوا تصريحات نارية في حق المكتب الفيدرالي ورئيس الاتحادية خير الدين زطشي، هذا الأخير يؤكد: «كما تحتفظ الفاف بحقها كاملا في المتابعة القضائية، ضد كل من يتسبب في الإدلاء بتصريحات تشهيرية تضر باستقرار الاتحادية و الرابطات وتهدد النظام العام»، مضيفا: «سيتم تطبيق اللوائح بكل ما فيها من صرامة، من أجل الحفاظ على مصلحة كرة القدم الوطنية». فبعد هذا الكلام على الرؤساء الذين لم يكونوا يتكلمون في العهدة السابقة للاتحادية، التفكير أولا في العواقب قبل الإدلاء بمثل التصريحات التي يعتبر زطشي أنها كانت من أجل زعزعة استقرار المكتب الفيدرالي الجديد. «لا يمكننا بيع الأوهام.. مشاكل الكرة متراكمة منذ سنوات» ويعترف رئيس الفاف خير الدين زطشي بأنه من غير الممكن أن يحل مشاكل كرة القدم في فترة شهرين فقط من تنصيبه على رأس الهيئة الكروية، في وقت تراكمت مشاكل الكرة منذ سنوات عديدة. ومن أجل إجراء الإصلاحات اللازمة لا بد من وقت أكبر؛ «لا أعضاء المكتب الفيدرالي ولا أنا نبيع الأوهام إلى درجة أن نعد الرأي العام بأنه بإمكاننا حل جميع مشاكل كرة القدم في شهرين فقط من تنصيبنا، في حين أن مشاكل الكرة الجزائرية تراكمت منذ سنوات مضت»، ليواصل: «على الذين ربما يتناسون، المكتب الفيدرالي الجديد الذي يسير الفاف منذ شهرين، ليس مسؤولا عن الأخطاء والتجاوزات التي طفت على السطح الآن». كما أكد زطشي أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، مضيفا: «هذا، وستقوم الاتحادية الجزائرية في الوقت المناسب، بإجراء التغييرات اللازمة على جميع المستويات (الموارد البشرية والتنظيمية والقانونية)».