استطلعت «المساء» سبعة نواب فور تنصيب المجلس الشعبي الوطني لبداية العهدة الثامنة، حول مواقفهم من ترشيح الأغلبية للسيد السعيد بوحجة، في منصب رئيس للمجلس، وكذا عما تعتزم المعارضة القيام به داخل قبة البرلمان سواء من حيث التحالفات والتنسيق أو ما تعلق بأولويات مقترحاتها في اقتراح أو إثراء مشاريع القوانين القادمة. بن خلاف: الأغلبية مطالبة «بتحرير» البرلمان اعتبر لخضر بن خلاف، النائب عن اتحاد العدالة والتنمية والبناء في تصريح أمس، ل»لمساء»، أن سعيد بوحجة، الذي رشحته جبهة التحرير الوطني لرئاسة البرلمان له مسؤولية كبيرة، حيث طالبه بفتح على الأقل المجال أمام المبادرات النيابية التي قال إنها كانت غائبة في العهدة الماضية سواء فيما تعلق باقتراح القوانين أو الاستجوابات أو لجان التحقيق أو المناقشات العامة...الخ. وحمّل بن خلاف، الأغلبية النيابية مسؤولية تحرير البرلمان حتى لا يبقى مجرد مجلس للتسجيل يسجل القوانين ويصادق عليها مثل ما حدث في العهدة السابقة. وقال إن «النواب تحولوا خلال العهدة السابقة من نواب للشعب إلى نواب للحكومة، تحول على إثرها البرلمان من هيئة تشريعية إلى هيئة وظيفية». وهو ما جعله يؤكد أن المعارضة ممثلة على الخصوص في حركة «حمس» والاتحاد من أجل العدالة والتنمية والبناء قررت المشاركة في الهياكل أو اللجان المختلفة كون الأصل أن يفتح المجال والعمل النيابي والمبادرات النيابية كي يؤدي البرلمان دوره كما هو الشأن في كل برلمانات العالم. وكشف في هذا السياق عن التحاق سبعة نواب بالكتلة النيابية للاتحاد ليرتفع عدد مقاعده كما قال إلى 22 مقعدا واعتبر ذلك بمثابة انتماء سياسي وليس انتماء عضويا يتم بوثيقة رسمية. بالنسبة لطرح اسمه للترشح إلى رئاسة البرلمان فقد أجاب بن خلاف، أن ذلك لم يكن من أجل الفوز وإنما من أجل كسر تقليد التزكية في انتخاب رئيس المجلس الشعبي الوطني. كما تطرق بن خلاف، أيضا إلى مسألة الحصانة النيابية التي أكد على ضرورة معالجتها بما يجعل النائب يتمتع بحصانة في إطار عمله النيابي، ولا يستغل تلك الحصانة في أغراض شخصية وخارج إطار المهمة النيابية الموكلة له. مناصرة: العهدة الثامنة ستكون أكثر ثراء توقع عبد المجيد مناصرة، النائب عن تحالف حركة مجتمع السلم جبهة التغيير أن تكون الفترة البرلمانية الجديدة أكثر ثراء وذلك لوجود عدد كبير من الأحزاب وتراجع عدد مقاعد أحزاب المولاة، إضافة إلى منح دستور 2016 صلاحيات وحقوق جديدة للمعارضة البرلمانية، قال مناصرة إن هذه الأخيرة ستوظفها لتحسين وتطوير أدائها وأداء البرلمان. النقطة الأخرى التي أشار إليها مناصرة، تتعلق بالمرحلة الحالية وصعوبتها في الأداء الحكومي بما اعتبر أنه سيعطي للبرلمان الجديد دورا يمكّنه من خلق نوع من التوازن. عن رفض «حمس» المشاركة في الحكومة برر مناصرة ذلك لعدم توفر الشروط التي وضعتها قبل الانتخابات، وإذا اختارت أن تكون في المعارضة فيجب أن تكون قوة مهمة، وإذا قررت المشاركة في الحكومة أيضا يتوجب عليها أن تكون قوة مهمة. وأضاف أن تواجد حمس في المعارضة ليس معناه البقاء دائما في هذا الصف، حيث يمكن لهذا الموقع أن يتغير حسب الظروف والمرحلة القائمة. في سؤال حول التحالفات داخل البرلمان الجديد أجاب مناصرة، أن ذلك سيكون بحسب المواضيع ومشاريع القوانين المطروحة. وكشف في الأخير عن ترشيح تحالف حركة مجتمع السلم لإسماعيل ميمون لمنافسة مرشح جبهة التحرير سعيد بوحجة. صديق شهاب: على المعارضة أن تستغل ما جاء به دستور 2016 دعا صديق شهاب، النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي المعارضة إلى أن تكون في مستوى ما جاء به الدستور الجديد، وأن تستغل الإضافة التي تضمنها من فتح المجال السياسي ودعم الحريات وخاصة تدعيم عمل المعارضة البرلمانية. وقال في تصريح ل»المساء» إن طبيعة العمل السياسي تفرض وجود أغلبية وأقلية لكن ما اعتقده اليوم، أنه يتوجب على الجميع تثمين الإضافة التي تضمنها دستور 2016، وعلى المعارضة استغلال الفرصة لأن تكون في مستوى ما جاء به هذا الدستور». وأضاف أنه «يبقى على الجميع أن يعمل أكثر حتى يكون له تجاوب أكبر». في سؤال حول مطلب المعارضة بإعادة النظر في مفهوم الحصانة البرلمانية، اعتبر شهاب، أنه تم تضخيم هذا الموضوع، مجددا في هذا السياق موقف التجمع الوطني الديمقراطي الداعي لحصانة موضوعية تتعلق بعمل النائب. وقال إن «على النائب أن يخضع للقانون مثله مثل سائر المواطنين في كل ما هو خارج العمل النيابي». أما عن دعم «الأرندي» لسعيد بوحجة رئيسا للمجلس الشعبي الوطني، أكد النائب شهاب، أن السيد بوحجة له مميزات وله خبرة في العمل السياسي وبالتالي باستطاعته أن يقدم الإضافة في تسيير المجلس. محسن بلعباس: المطالبة بقانون لتقليص الحصانة شدد محسن بلعباس، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية والنائب عن العاصمة، على ضرورة إعداد قانون لتقليص الحصانة البرلمانية. في سؤال حول التحالفات لم يستبعد بلعباس، إقامة تحالفات على مستوى البرلمان بخصوص مشاريع القوانين، حيث قال إنه يمكن التواصل مع حزب ما بخصوص مشروع قانون معين ويمكن التنسيق مع حزب آخر بخصوص مشروع قانون آخر، إضافة إلى إمكانية التحالف على مستوى لجان التحقيق البرلمانية. للإشارة فقد قدم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية السيدة واعلي نورة، نائبة عن ولاية بجاية للانتخابات الخاصة بمنصب رئيس المجلس الشعبي الوطني في عهدته الثامنة. حسن لعريبي: المعارضة في تنسيق مستمر أكد حسن لعريبي، النائب عن اتحاد العدالة والتنمية والبناء أن المعارضة في تنسيق مستمر بداية بمحاولة تقديم مرشح واحد عنها لرئاسة المجلس الشعبي الوطني، وصولا إلى تنسيق مواقفها بشأن مشاريع القوانين التي يتم عرضها خلال العهدة البرلمانية الجديدة. وأعرب في هذا السياق عن آماله في أن يستمر هذا التنسيق من أجل تكريس مبدأ الديمقراطية ومن أجل كسر قاعدة الأيادي المرفوعة. أيوب شرايطية: الشباب بحاجة دائما إلى تجارب الكبار وصف أيوب شرايطية، أصغر نائب في البرلمان الجديد عن حزب أمل تجمع الجزائر «تاج» عن ولاية سطيف والمولود عام 1991، وصوله إلى البرلمان في سن مبكرة بالتجربة الصعبة والمسؤولية الكبيرة خاصة وأنه سيشارك في إعداد مشاريع قوانين تمس مباشرة المواطن الجزائري. وقال إن «تشريفه» برئاسة أولى جلسات بداية الفترة التشريعية الثامنة رفقة رئيس الجلسة سعيد بوحجة، يعتبر «مسؤولية كبيرة». وأضاف أن أول رسالة يوجهها للشباب هو «ضرورة المشاركة في الحياة السياسية» ولأنه نائب عن حزب «تاج» الذي يدخل التجربة البرلمانية لأول مرة فقد اعتبر النائب شرايطية، أن البرلمان الجديد يختلف عن سابقه، وأن الخارطة السياسية تغيرت قليلا. مشيرا في هذا السياق إلى أنه لم يتعرف بعد على مستوى ومؤهلات باقي البرلمانيين من مختلف التكتلات السياسية. في سؤال حول ترشيح المجاهد سعيد بوحجة، لرئاسة المجلس قال النائب الشاب أن هذا الأخير معروف بنضاله ويراه في مستوى قيادة البرلمان الجديد، مؤكدا على ضرورة الاستفادة من تجارب وخبرات مثل هذه الشخصيات لتمكين الشباب من حمل المشعل. وقال «عندما نقول أن نعطي الفرصة للشباب فهذا ليس معناه أن يحكم الشباب بنسبة مئة بالمئة لأننا نبقى دائما في حاجة إلى الكبار». نعيمة صالحي: بوحجة الرجل المناسب في الوقت المناسب وصفت نعيمة صالحي، رئيسة حزب العدل والبيان المجاهد سعيد بوحجة، بأنه رجل لا غبار على جهاده ومناضل مر بالكثير من المراحل في النضال، وسياسي سلس يتعامل مع الجميع وليس لديه مواقف متشنجة، وقالت «أعتقد أنه الرجل المناسب في الوقت الحالي». من جهة أخرى اعتبرت صالحي، أن العمل البرلماني لا يكمن في عدد النواب وإنما في فعالية هؤلاء، مشيرة في سياق متصل إلى برنامج رئيس الجمهورية الذي أكدت بأنه برنامج الدولة وقابل للإثراء والتعديل من خلال وضع الآليات التي تسمح بتنفيذه.