دعت السلطة الفلسطينية وأعيان فلسطينيون في رام الله أمس السكان الفلسطينيين من أصل عربي المقيمين في مدينة القدسالمحتلة إلى مقاطعة انتخابات بلدية القدس المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء القادم. وبرر محمد حسين مفتي مدينة القدسالمحتلة والأراضي الفلسطينية هذه الدعوة كون "مواقفنا الدينية والوطنية بخصوص هذه المسألة واضحة بحيث تمنع المشاركة سواء كناخبين أو مرشحين لانتخابات في سلطة تمثل المحتل الإسرائيلي حول مدينة اسلامية مقدسة تضم أولى القبلتين وثالث الحرمين. للإشارة فإن الفلسطينيين في مدينة القدسالمحتلة والذين يمثلون ثلث سكان المدينة (750 ألف ساكن فلسطيني( قاطعوا دائما انتخابات بلدية القدس منذ الاحتلال الإسرائيلي وإلحاق الجزء العربي بالمدينة المقدسة بإدارة الاحتلال خلال حرب 1967. وتشهد المعركة لتولي منصب رئيس بلدية القدس منافسة شديدة بين ثلاثة مرشحين من المتطرفين اليهود المتشددين يدافعون عن فكرة إلحاق الجزء العربي بالمدينة بإدارة الاحتلال. وقال مفتي مدينة القدس أن مدينة القدس الشريف هي أرض عربية وسكانها لطالما قاطعوا هذه الانتخابات لكون مشاركة الفلسطينيين فيها تمثل مساسا بوضعية المدينة المقدسة كعاصمة روحية وسياسية للدولة الفلسطينية. من جهته وصف رفيق الحسيني مدير مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس كل مشاركة للفلسطينيين العرب في الانتخابات المحلية في بلدية القدسالمحتلة بالقضية السياسية الخطيرة، وقال أن أي مشاركة من هذا النوع من شأنها إضعاف الموقف الفلسطيني في مفاوضات السلام التي تجريها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل لتسوية جميع قضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها قضية القدسالمحتلة. وتشكل قضية القدس الشريف أحد أهم النقاط الخلافية بين الفلسطينيين والإسرائيليين حيث يطالب الفلسطينيون باسترجاع المدينة المقدسة وجعلها العاصمة الروحية والسياسية للدولة الفلسطينية بينما تصر إسرائيل على التمسك بهذه المدينة في سياق مساعيها الرامية إلى تهويد الأراضي الفلسطينية والقضاء على كل ماهو عربي وإسلامي في هذه المدينة الرمز. وكانت محادثات السلام بين الجانبين وصلت إلى طريق مسدود بعدما رفض الجانب الفلسطيني تقديم المزيد من التنازلات وألح على ضرورة أن تكون القدس عاصمة للفلسطينيين وهو الأمر الذي ترفضه إدارة الاحتلال. ودعا المسؤول الفلسطيني السكان الفلسطينيين المقيمين في المدينة إلى مقاطعة الانتخابات مشيرا إلى رفض السلطة الفلسطينية إجراءها ونتائجها. وكان محافظ مدينة القدس عدنان الحسيني الذي عينته السلطة الفلسطينية مؤخرا ندد بسياسة التمييز التي تمارسها بلدية القدس ضد كل ماهو عربي في المدينة وقال أن الحديث يكثر عن بلدية القدس في حالتين على مقربة من موعد الانتخابات وعند تهديم منازل الفلسطينيين لإرغامهم على ترك أراضيهم ومساكنهم.