أصبحت مسابقة القصة القصيرة واحدة من أهم المواعيد الأدبية في أجندة مؤسسة "فنون وثقافة" باعتبارها مجالا مفتوحا أمام المبدعين. المسابقة في طبعتها الخامسة توجت بعض الأسماء الفائزة والتي من شأنها أن تضيف بإبداعها الكثير للساحة الأدبية. جاءت هذه الطبعة تحت شعار "الوفاء"، وقد فتحت أمام المشاركين في الفترة الممتدة من 20 أوت إلى 20 أكتوبر 2008، مسجلة مشاركة 131متسابقا من بينهم 78 رجال و53 امرأة تراوحت أعمارهم بين 14 و70 سنة، موزعين على 28 ولاية. وأسفرت النتائج عن فوز سبعة متسابقين طبقا لما قررته لجنة التحكيم التي ترأسها الدكتور عبد الحميد بورايو والمتكونة من أدباء وأساتذة جامعيين، ففي اللغة العربية عادت الجائزة الأولى للسيد العيد بالح من البليدة، والثانية لشريف عبد المجيد من العاصمة والثالثة لصفية قاضي من البليدة. وفي اللغة الفرنسية عادت الجائزة الأولى لزكية قواو من ولاية تيبازة والثانية لنجيب مبطوش من العاصمة والجائزة الثالثة لرابح مراوي من بجاية. وحجبت الجائزتان الأولى والثالثة في اللغة الأمازيغية في حين عادت الجائزة الثانية لدرماش حفيظة من وهران. كان الحفل الذي أقامته مؤسسة "فنون وثقافة"، أول أمس، بمدياتيك "بشير منتوري" فرصة سانحة كي يقرأ الفائزون الأوائل مقاطع من الأعمال التي فازوا بها، حيث تقدم هؤلاء الى المنصة قبل تسلم جوائزهم وقرأوا ما تيسر لهم إذ قرأ الفائز الأول العيد بالح مقطع من روايته "رائحة الخشب"، وقد جاء فيها "لا يمكنني أن أنسى طرقه، كما لا يمكنه أن ينسى طقطقة حذائي، أستطيع أن أميز طرقه وأنا أتوسط حلقة أحفادي وأحفاده، أتسمع لهم وهم ينشدون مساء كل جمعة... مثلما يستطيع أن يميز طقطقة حذائي وأنا أسير في الرواق الذي يعلو الطابق الثاني لمبنى مديرية التربية أين كان يعمل". كما قرأت زكية قواو مقطعا من روايتها "وفاء" وهكذا كل واحد نصيبه حسبما يقتضيه الوقت. تضمن حفل تسليم الجوائز عرض مسرحية بعنوان "الشهيد" التي شارك فيها حوالي 22 ممثلا وهي تحكي عن انخراط أفراد عائلة واحدة في العمل الثوري المسلح إبان ثورة نوفمبر الى أن يسقط أحد أبنائها سمير شهيدا في ساحة الفداء. المسرحية كتبها وأخرجها نور الدين أوغليسي الذي أشار في حديثه ل "المساء" قبل العرض أن عمله هو عبارة عن ذكرى لاحياء تضحيات نوفمبر، كما تحدث عن الفرقة المتكونة من الشباب الذين عبّروا ل "المساء" عن حماسهم وإصرارهم على النجاح، وهي الفرقة التابعة للمعهد المركزي للموسيقى والتمثيل بالعاصمة والذي تشرف عليه مؤسسة "فنون وثقافة". المسرحية تضمنت 11 مشهدا ودام عرضها 45 دقيقة لاقت استحسان الحضور. أما مدير مؤسسة "فنون وثقافة" فأكد في تصريحه ل "المساء" نجاح هذه الطبعة بكل المقاييس وما الحضور الغفير للجمهور إلا دليل على هذا النجاح. وأضاف "لم تكن المشاركة على أساس الربح المادي بل إن أغلب المترشحين للمسابقة فضلوا عرض أعمالهم لا لشيء سوى كي يفتكوا الاعتراف بهم بعد أن نسمع إبداعهم وندعمهم معنويا". قيمة الجوائز تبقى رمزية حسب السيد محمدي حيث لا تتجاوز 100 ألف دينار. من جهته ثمن الدكتور عبد الحميد بورايو رئيس لجنة التحكيم هذه الطبعة التي من شأنها أن تساعد على اكتشاف طاقات إبداعية جديدة. وأشار الدكتور بورايو ل "المساء" أن المستوى كان مقبولا في العموم خاصة في المشاركات باللغة العربية أما في اللغة الفرنسية فقد كانت المشاركات متوسطة أما فيما يخص الكتابة باللغة الأمازيغية فأكد الدكتور بورايو أنها كانت جد محدودة ربما لأن هذ اللغة في انتاجها الأبدي لا تزال في طورها الشفوي خاصة في الأدب. عموما اشتركت الكتابات في موضوعا متعلقة بالقضايا الاجتماعية والعلاقات العائلية. وسيتم مستقبلا طبع حوالي 10 مساهمات للفائزين الأوائل كتشجيع لهم.