دعا المشاركون في ختام اليوم الدراسي حول الكتابة التاريخية وإشكالية كتابة تاريخ الثورة الجزائرية، إلى ضرورة توخي المنهجية العلمية في تدوين هذه الحقائق وصون الذاكرة التاريخية والحفاظ عليها، إضافة إلى الاعتماد على المؤرخين والأكاديميين في عملية توثيق وكتابة تاريخ الثورة التحريرية»، ومعالجة الشهادات التاريخية التي يقدمها المجاهدون ممن عايشوا هذه الحقبة التاريخية. أكد المشاركون في هذا اللقاء المنظم من طرف المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية باتنة وجمعية الشروق الثقافية لولاية باتنة، بمناسبة الاحتفال بالذكرى المزدوجة ل 20 أوت، أكدوا على أهمية كتابة التاريخ لدوره البارز في حفظ الذاكرة الوطنية وتثمين إنجازات الثورة المباركة. وبهذه المناسبة طالب الدكتور طارق ثابت رئيس جمعية الشروق الثقافية، بكتابة التاريخ من أفواه صانعيه، أي المجاهدين الذين هم على قيد الحياة والذين عايشوا مراحل الثورة التحريرية. كما حث الباحثين على الاعتماد على شهاداتهم في كتابة التاريخ وتعريف الأجيال الصاعدة بإنجازات الثورة التي تُعد قدوة للحركات التحريرية في العالم. من جهته، طالب الدكتور نور الصباح عكنوش من جامعة بسكرة في مداخلة بعنوان: «مذكرات وكتابات الجنود الفرنسيين في الجزائر خلال الثورة، بين التأريخ والتاريخ»، طالب بالرجوع إلى مذكرات وكتابات الجنود الفرنسيين في الجزائر إبان الثورة التحريرية، وترجمتها إلى اللغة العربية، مشيرا إلى أن هذه المذكرات والشهادات تحمل الكثير من الحقائق التاريخية التي يجب تسليط الضوء عليها، كما يمكن طرحها كمادة خام للباحثين في الميدان للاعتماد عليها في البحث. أما الدكتور جمال مسرحي من جامعة باتنة، فقد أثار في مداخلته بعنوان «ماهية كتابة التاريخ والهوية الوطنية بين القديم والحديث»، أهمية أن يُكتب التاريخ من طرف المؤرخين أو الأكاديميين، وما دون ذلك يجب أن يخضع للدراسة المعمقة والتحقق من محتواه. يُذكر أن اليوم الدراسي شهد تنظيم لقاءات متميزة بين الإعلاميين والمختصين في التاريخ والباحثين والمجاهدين، ميّزها الحوار الهادف. وأعقب هذه المناقشات تقديم المجاهد علي مزوز شهادته حول أحداث 20 أوت وبعض القضايا التاريخية التي عاش أحداثها. كما تُوجت أشغال اليوم الدراسي الذي تضمّن قراءات شعرية، بتكريم كل المشاركين في هذا النشاط، من بينهم الشاعر وفنان الأغنية الأوراسية عبد الحميد بوزاهر من ولاية خنشلة، تلتها قراءة التوصيات التي جاء في صدارتها اقتراح تحويل اليوم الدراسي إلى ملتقى وطني أو حتى مغاربي، بمشاركة باحثين من داخل وخارج الوطن، إضافة إلى دعوة المجاهدين للإدلاء بشهاداتهم الحية لما عاشوه خلال ثورة التحرير.