نصب وزير الطاقة، مصطفى قيطوني، أمس، الرئيس المدير العام الجديد للشركة الوطنية للكهرباء والغاز «سونلغاز»، محمد عرقاب، وهو أحد إطارات الشركة الذي عمل كثيرا في الميدان، وشغل قبل تعيينه على رأس الشركة، منصب رئيس مدير عام لشركة هندسة الكهرباء والغاز. وأمام المسؤول الجديد لهذه الشركة الحساسة تحديات كبيرة، لخصها الوزير في «ضمان النوعية والأمن بأقل تكلفة». وبهذه المناسبة التي حضرها الرئيس المدير العام لسوناطراك، عبد المومن ولد قدور، وإطارات سونلغاز، فضلا عن الشريك الاجتماعي، دعا الوزير إلى ضرورة التركيز على»الأهم» ووضع أهداف واضحة وتجنيد الجميع وترشيد استخدام الموارد. وقال في كلمة ألقاها بالمناسبة إنه بالنظر إلى «الظروف المالية الصعبة التي نعرفها، فلابد اليوم أكثر من أي وقت مضى من توفر تجند جماعي وقيادة حكيمة باعتبارها الأساسيات الضرورية لتحقيق النجاح». كما طالب المسؤول الجديد بالتركيز على تكوين الإطارات الشابة في المجمع والاهتمام بالموارد البشرية، إضافة إلى تعزيز الحكامة ووضع الآليات والإجراءات التنظيمية والتسييرية التي تحقق شفافية أكبر وفي إطار أخلاقي بالتنسيق مع الشريك الاجتماعي. ووعد السيد عرقاب، من جانبه بالعمل، بتطوير الشركة «بكل صبر وبروح جماعية، وذلك في إطار التوجهات والتوجيهات المحددة من طرف الحكومة»، وفي كلمة ألقاها عقب تنصيبه أكد على ضرورة عدم النظر للوضع الاقتصادي الراهن كعائق وإنما ك»امتحان يجب أن نجتازه معا بهدف تجسيد كل مشاريع الشركة». وفي ندوة صحفية عقدها عقب تنصيبه، شدد السيد عرقاب على أن وصوله إلى هذا المنصب «وهو المواطن الشعبي البسيط الذي جاء من الجزائر العميقة» عبارة عن «رسالة أمل للشباب»، معتبرا أن وجوده اليوم على رأس سونلغاز «دليل على أن الذي يعمل لصالح بلده ودون أي حسابات، سيصل يوما». وعن أولوياته، قال إنه سيواصل نفس النهج وسيحافظ على «ثقافة» الشركة، لكنه لم ينف اللجوء إلى «تغييرات» معتبرا إياها ضرورية لمسايرة مستجدات المرحلة. وبالرغم من اعترافه بأن المرحلة القادمة ستكون صعبة، أشار إلى أنها ليست «الأصعب»، مذكرا بمرحلة العشرية السوداء التي اعتبرها أصعب بكثير من الوضع الذي تمر به الجزائر حاليا. وأكد وجود «فريق قيادي قادر على مواجهة الصعوبات»، مستدلا بتسيير توزيع الكهرباء خلال هذه الصائفة التي تميزت بشدة حرارتها. وقال إن تحديات كثيرة موضوعة على طاولته ولعل أهمها «التحديات المالية»، لاسيما وأن سونلغاز مطالبة اليوم بالبحث عن طرق تمويلية جديدة، كما دعا إليه عاشور تلي رئيس الكونفدرالية الوطنية للصناعات الكهربائية والغازية، الذي اعتبر أنه من غير المعقول أن تبقى مشاريع المجمع ممولة عن طريق «الديون». في هذا الصدد، ذكر السيد عرقاب بأن سونلغاز تعمل حاليا على دراسة مسألة تحصيل الديون التي تلقي بكاهلها على المؤسسة منذ سنوات، مشيرا إلى أنه رغم انخفاضها العام الماضي إلى نحو 56 مليار دج، بفضل البرامج التي تم وضعها، فإنها مازالت ضخمة. وتحدث في السياق عن وضع برنامج مدروس بالتعاون مع السلطات المحلية وتكثيف الأعمال لتحصيل كل الديون، لاسيما من خلال وضع تجهيزات حديثة للمراقبة والتحكم في المنظومة الكهربائية وخفض ظاهرة ضياع الكهرباء، في وقت يعرف نمو الاستهلاك ارتفاعا سنويا بمعدل 11 بالمائة. وفيما شدد على أن سونلغاز ستواصل إنجاز مشاريعها وبرامجها «التي لم تتوقف أبدا» لأن دعم الدولة مستمر، فإن الرئيس المدير العام الجديد استبعد تماما اللجوء إلى الاستدانة الخارجية لتمويل هذه المشاريع، مطمئنا بأن كل الإمكانيات موجودة على المستوى الداخلي من أجل إتمام هذه المشاريع. وبخصوص برنامج الطاقات المتجدد، أكد أن سونلغاز تواصل إشرافها على البرنامج الذي يمتد إلى غاية 2030، وإنها تنتج حاليا 500 ميغاواط من الكهرباء المولدة عبر هذه الطاقات، وهو ماساعدها كثيرا في مواجهة صعوبات هذا الصيف، مشيرا إلى أن الملف المتعلق بإنتاج 4000 ميغاواط «جاهز تقريبا»، لكنه لم يعلن عن تاريخ إطلاق المناقصة الوطنية والدولية المتعلقة به، مكتفيا بالقول إنه سيتم لاحقا، مع العلم أن الموعد عرف تأخرا كبيرا، إذ كان من المفروض إطلاق المناقصة في أفريل الماضي على أقصى تقدير.