بادرت المؤسسة الوطنية للتراث والحرف، في إطار نشاطاتها الرامية إلى الحفاظ على الموروث التقليدي، إلى تنظيم مسابقة وطنية مؤخرا، حول طبق تقليدي يحبه أغلب الجزائريين، ويحضر في أعز المناسبات؛ وهو «الطمينة». وحسب السيدة نعيمة آيت سحاب، عضو في الجمعية، فإن هذه المبادرة تعتبر الأولى من نوعها، وتقول «اخترنا حصرها في «الطمينة» تزامنا والاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي سيحل علينا في الأيام القليلة القادمة». تشير السيدة نعيمة إلى أن الطمينة تعتبر واحدة من الأطباق التي تحضر في كل ربوع الوطن، غير أنه يختلف من منطقة لأخرى، وهذا الاختلاف تقول «رغبنا في الكشف عنه للوقوف على تنوع هذا الطبق التقليدي الذي تشتهر به الجزائر، خاصة أن بعض أنواع الأطباق بدأت تتراجع وتختفي بسبب عدم التعريف بها». مشيرة إلى أن المسابقة التي احتضنها المركز الثقافي «هارون الرشيد» ببلدية باب الوادي، عرفت مشاركة 26 مهتما بالطبخ التقليدي من ولايات وهران، الشلف، قسنطينة، باتنة، عنابة، العاصمة وبجاية. ولتكون اللمسة الإبداعية حاضرة، لم تشترط المسابقة تقديم «الطمينة» في شكلها التقليدي، وإنما كان من أحد أهم شروط العمل؛ تقديم هذا الطبق التقليدي في شكل جديد ومختلف يحضر فيه الإبداع واللمسة الفنية، حيث يحرص المشاركون على إبقاء الذوق التقليدي والتفنن في طريقة التقديم، تقول السيدة نعيمة، وتضيف «بالفعل كان الذوق حاضرا، ولعب الإبداع دورا كبيرا في خلق جو تنافسي بين مختلف الأطباق المقدمة». أوضحت السيدة نعيمة أنه من بين الاختلافات التي وقفت عليها من خلال معاينة مختلف الأطباق التقليدية في «الطمينة»، ذكر مثلا «الطمينة» التلمسانية التي أبدعت مقدمتها في تزيينها بكل أنواع المكسرات من لوز وجوز وجلجلان، وقد انعكس المزيج بشكل واضح على ذوقها وأعطاها نكهة مختلفة. وغير بعيد عنها، أبدعت معدة «طمينة» ولاية وهران أو ما يعرف «بطمينة الرفيس» في تقديمها بحلة ملونة، من خلال إدراج بعض الملونات التي أعطتها وجها جيدا كنوع من التغيير، في حين اجتهدت المشاركة من مدينة الورود «البليدة» في عرض «طمينة الحرور» التي يكون الحار أحد أهم مكوناتها، حيث تم تقديم نوعين من «الطمينة»؛ «طمينة العسل» و»طمينة بزيت الزيتون». مشيرة إلى أن المسابقة سمحت أيضا باكتشاف إلى جانب التنوع في المكونات وطريقة التقديم، الاختلاف في التسميات، فهناك تردف المتحدثة مثلا من يسميها «الطمين» أو «طمينة الحرور» و»طمينة الخفاف»، وهي نوع من «الطمينة» التي يتم تحضيرها من طحين الفرينة. اجتهدت المشاركات في عرض طبق «الطمينة» بأبهى حلة، مع التركيز طبعا على الذوق والشكل اللذان يلعبان دورا كبيرا في فتح الشهية. وحسب السيدة نعيمة، عادت المرتبة الأولى فيها لأربع ولايات ممثلة في العاصمة، الشلف، وهرانوقسنطينة، وبالمناسبة كانت الرئيسة الشرفية للجنة التحكيم والمسابقة السيدة رزقي. الهدف من تنظيم المسابقة الوطنية، حسب السيدة نعيمة، هو البحث في الأطباق التقليدية والتعرف عليها وتمكين الجمهور من اكتشاف ما تزخر به الجزائر من تنوع. بالمناسبة، لقيت المبادرة إقبالا كبيرا، منبهة إلى أن الجمعية سبق لها أن نظّمت مسابقات مماثلة حول الأطباق التقليدية بغية التعريف بها وتمكين الجمهور من اكتشافها. ❊رشيدةبلال