يركز نداء باماكو للعمل الذي أطلق في ختام أشغال المنتدى الوزاري العالمي 2008 حول البحث في مجال الصحة على أهمية تعزيز قدرات البحث في الدول السائرة في طريق النمو. وكانت لوزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات الذي شارك في أشغال المنتدى مداخلة خلال الندوة الفكرية التي تحمل عنوان "المبادرات في إطار الصحة العالمية حول العلاجات الصحية الأولية: توسيع البحث والتمهين من أجل الأنظمة الصحية". وقد أبرز السيد بركات في معرض مداخلته أهمية التعاون بين القطاعات وتعدد الاختصاصات باعتبارهما "عاملين هامين" بالنسبة لأنظمة الصحة، مشددا على العوامل الاجتماعية والاقتصادية ومسؤولية الدول الغنية والمتطورة. وأوضح الوزير في هذا السياق أن "الدول الغنية والمتطورة يجب أن تساهم أكثر في البحث من أجل الصحة لفائدة البلدان النامية في إطار مختلف مسؤولياتها التاريخية المترتبة عن الاستعمار والآثار السلبية (الأزمة الفلاحية والتغيرات المناخية...) الناجمة عن التصنيع وأنماط الاستهلاك المعمول بها في البلدان المتطورة". ومن جهة أخرى؛ أجرى السيد بركات محادثات مع نظيره المالي السيد عمر توري، واستعرض الطرفان سبل تطوير العلاقات الثنائية في مجال الصحة. وأكدا على ضرورة ترقيتها إلى مستوى العلاقات الممتازة التي تربط البلدين. ويشدد النداء الذي توج يوم الأربعاء الفارط أشغال المنتدى المنعقد بالعاصمة المالية باماكو على "ضرورة" التكفل بالأولويات الوطنية في مجال الصحة أثناء إعداد الرزنامات العالمية للبحث وعلى ضرورة إسهام كافة القطاعات في الأبحاث في مجال الصحة. كما دعا كافة الأطراف المعنية (الحكومات والمؤسسات الوطنية والوكالات الأممية والمانحين والمنظمات غير الحكومية) إلى توفير كل الظروف الملائمة لإرساء "قواعد واقعية" ورأب الهوة المعرفية من خلال وضع "آليات تضمن استفادة الجميع من المعارف في مجال الصحة". وتمحورت مداخلات المشاركين لاسيما حول ضرورة تصحيح الإختلالات التي تميز حركة البحث العالمي وضرورة تطوير البحث المحلي وأخذ بعين الاعتبار المؤشرات الاجتماعية الاقتصادية في تطوير وتعزيز أنظمة الصحة الوطنية. كما شكل منتدى باماكو الذي شهد مشاركة أكثر من 70 دولة ووكالات أممية مختصة ومانحين ومنظمات غير حكومية فرصة لبحث سبل استعمال وتكييف التطور التكنولوجي من أجل مواجهة الأمراض المستفحلة في الدول النامية.