سجل اسمه بحروف من ذهب في عشرات الحفلات الناجحة، إلى جانب عمالقة الفن الغربي على غرار فرقة "جيبسي كينغ" و"جانيت باكسون" ، "ومانو تشاو"، بأدائه المميز ووقفته الخاصة على المنصة، خصوصا أنه فنان متكامل مؤلف، مؤدي، موسيقي، راقص كوليغرافي ويعزف على كل الآلات الموسيقية، إنه ملك الراب الشرقي كريم شاكر الذي تولى مؤخرا مهمة تعليم تلاميذ مدرسة ألحان وشباب تقنيات التحرك على المنصة، مع الاستعداد التام لتلقينهم أصول الرقص الكوليغرافي إذا كانت الظروف مواتية، "المساء" استضافت كريم ونقلت لكم هذا الحوار الذي تحدث فيه عن أشياء كثيرة. المساء: كيف تقيم تجربتك مع تلاميذ مدرسة ألحان وشباب، وهل تظن أنك ستصل الى الهدف الذي رسمته؟ كريم شاكر: احتكاكي بالتلاميذ وتواصلي معهم خلال الاسابيع القليلة التي جمعتنا، كشفت لي خوفهم العميق من دخول تجربة الرقص الكوليغرافي، رغم أن كل مافيه موسيقى يدفع للرقص كلغة تعبيرية، وأنا أعتبره ضروريا جدا، كما استطعت أن أفهم ما يحتاجون إليه في الوقت الحالي خصوصا أنني مطرب وأعرف ما ينتاب المغني من شعور عند الوقوف على المنصة وقبلها، فالخوف والقلق ضروريان، لهذا أحاول جاهدا أن ألعب دور الاخصائي النفساني لطرد الخوف واستبداله بديناميكية الوقوف السليم والاداء المميز، فتعلم التلاميذ كيفية المشي والوقوف على المنصة أمر هام جدا، الى جانب التركيز. - كيف تحدد أهمية الوقوف على المنصة؟ *طريقة وقوف الفنان على المنصة وحركاته ونظراته وابتسامته وتفاعله مع الأداء وهيامه مع الاغنية وكذا رقصه على المنصة كلها أمور هامة يستقبلها الجمهور باهتمام كبير، كما أنها عوامل أساسية لإظهار مدى ثقة الفنان بنفسه، وهذا ما أود أن يفهمه التلاميذ، فكل المطربين والفنانين الغربيين يقدمون صورة متجانسة تنبئ عن الثقة والتفاعل مع الأغنية والجمهور، وهذا الأمر الذي يجعل العرض ناجحا ومطلوبا. - ملك الراب الشرقي فنان متكامل، كيف استطعت الجمع بين كل هذه الروافد الفنية؟ *الحمد لله، بالفعل لقد استطعت التألق في أكثر من مجال وعملت لوحات كوليغرافية ووقفت على المنصة مع النجوم العالمين على غرار فرقة "فيفتي سانت 50" إليسا أكيز "إيكون"، وقد كنت دوما في المقدمة وقدمت التراث الجزائري بكل فخر واعتزاز، لدي 16 سنة كاملة في الرقص الكوليغرافي وفي كل مرة أحاول أن أقدم المزيد والأحسن، فقد وضعت الابداع عنوانا لحياتي الفنية، وقد افتتحت مؤخرا دار انتاج خاصة بي أطلقت عليها اسم الطريق 16، وجمعت فيه بين الرقم الإداري للجزائر العاصمة التي أحبها كثيرا والرقم 16 وهو رقم طبقة اجتماعية بباريس. - كيف تصف تجربتك الفنية مع النجوم الغربيين الذي يعتبر العمل معهم صعبا جدا؟ *لا يخفى عنكم أن الغربيين لديهم تجربة خاصة تعتبر ناجحة في ميدان الرقص والطبوع الفنية المختلفة على غرار الهيب هوب والريغي والراب أيضا، فتجربتي الفنية مع جانيت جاكسون جعلتني أتقدم في مشواري الفني، وقد تعلمت منها الكثير، أما بالنسبة لتجربتي مع مانو تشاو فقد كانت فريدة من نوعها، فقد قدمت الى جانبه عرضا خاصا في مارس 2002 وكان من أكبر العروض التي قدمتها، أحب فيه بساطته واحترامه للغير، كما أنه منتج أعمالي، وقد سجلنا مؤخرا معا أغنية بعنوان "BOBI" تكريما لبوب مارلي. - حدثنا عن جديدك ومشاريعك المستقبلية؟ *أنا بصدد التحضير لألبوم جديد سيرى النور خلال شهر فيفري من السنة القادمة، ويحمل هذا العمل مجموعة من الاغاني العاطفية والاجتماعية وأغنية خاصة للوطن بعنوان "في الدنيا كلش ايفوت" وهي خليط من الهيب هوب والارنبي RNB، وقد تطرقت من من خلالها لقضية عدم اعتذار فرنسا للجزائر على جرائمها، في الوقت الذي قدمت فيه اعتذارا صريحا لإسرائيل، وهي أغنية من كلماتي وألحاني وأدائي طبعا، كما لدي مشروع فني ضخم أفضل أن أتركه مفاجأة. - إذن.. تمارس الفن السياسي؟ *لا.. لست سياسيا ولا أغني للسياسة فأنا فنان وإحساسي عال وبما أن هذا الامر قد حز في نفسي وأثار وطنيتي، فإنني كتبت أغنية وسأغنيها بصوت عال. - كيف يتفاعل معك الجمهور الغربي بقوة وأنت تغني بالعربية؟ *بكل بساطة لأني أغني بثلاث لغات، العربية، الفرنسية والانجليزية، فالاغنية الواحدة تجمع ثلاث لغات وكل لغة مكملة للأخرى كوني لا أقدم ترجمة، لكن فهم بعض المقاطع يسمح بفهم الباقي وهو الامر الذي يجعلهم يصفقون ويرقصون ويرددون المقاطع أيضا. - قبل سنتين تحدثت في ندوة صحفية عن ألبومك "الجزائر قفي" وعن مشروع مساعدة الأطفال المهمشين ... أين وصل المشروع؟ *يتنهد - ويواصل "ياه"، لقد وجدت نفسي في متاهات، فقد قدمت هذا الالبوم الذي قمت بإنتاجه على نفقاتي الخاصة لشركة صولي كاديك واتفقنا على نسخ CD وتوزيعه عبر التراب الوطني، في حين تكفلت بالغلاف الخارجي والملصقات لضمان الإشهار، وبعد سنة ذهبت الى صولي وطلبت منهم مداخيل الالبوم فتصادفت بأن عدد الألبومات التي بيعت هي 500 ألبوم فقط، لهذا اضطررت للذهاب الى المحكمة لاستعادة حق الاطفال المهمشين، ولا أخفيكم أن هذا المشكل الرهيب جعلني أصرف النظر عن مثل هذه الافعال الخيرية، وأنا أناشد فخامة رئيس الجمهورية النظر في قضيتي. - هل هناك حفل خاص أثر في نفسيتك؟ *نعم.. بتونس، فقد سمعت الكثير من التصفيقات أثناء وبعد العرض، لقد كانت تجربة رائعة، حيث اكتشف الجمهور التونسي إبداع شاب جزائري، وبهذا العرض قدمنا أربعة عروض آخرى. - حلمك؟ *حلمي هو أن تتواصل حصة ألحان وشباب وأن تحظى بأناس مهتمين بها، وأن تتكاثف جهود الجميع لانجاحها، وأن يكون هناك تعاون بين كل المتعاملين فيها وأن نوحد الهدف. - من هي الشخصية التي تحبها ولماذا؟ *شي غيارة.. إنه الحرية.. رمز حرية التعبير. - ماهو اسم آخر كتاب قرأته وماذا استلهمت منه؟ *"المنطق الانساني" لكاتب فرنسي وهي يحمل في طياته حق المجنون في العيش والتحولات التي دفعت به من العقل الكامل الى الجنون الكامل، ولا أخفيكم أنني قارئ نهم وأحب متابعة الجديد. - لو لم تكن فنانا؟ *لكنت فضلت العمل في جمعيات اجتماعية لمساعدة الناس والتخفيف من معاناتهم، فأنا انسان بسيط وجئت من حي شعبي عرفت فيه المعاناة.